-نثرَت كرةُ الشَّمس أصفرًا متدرِّجًا إلى البرتقاليِّ على هيئةِ فتيلٍ متسلِّلٍ من دُجنةِ الليلِ الذي انجَلى، ممَّ ادَّعى أبصارِي أن تهيمَ بهذا المشهِد في افتتانٍ جليٍّ.
كنَّا نسيرُ متحاذِيان في صمتٍ، لكنَّنا مكتفيانِ بمراقبةِ شروقِ شمسِ اليومِ بنفوسٍ مرتاحة، تتصادَمُ أيادِينا بغتةً فأتبسَّمُ أنا، أنا لا يمكنُنِي الكفُّ عن التبسُّمِ قُربَه.
سرَقتُ بضعةَ نظراتٍ على محياه المليحِ، لكنِّ حدقتيَّ أبَت الإحادَة عن التفتُّلِ بطلائعهِ الساكِنة، حيثُ انعكَسَ سناءُ الضُّحَى على قهوةِ حدقَتيهِ فألهَبَت برودَتها، وتطايَرَت خصلاتُه المستعرةُ بعد أن جفَّت من زخات المطَر، وتلألأ إرهاقٌ قاسٍ أسفلَ محجرَيه، ورغم ذلك استوطَنه ارتياحٌ طاغٍ.
مدَّدتُّ أنامِلِي صوبَ كفِّه وأحكَمتُ الخناق عليهِا، أرغَمتهُ على الكفِّ عن السيرِ حنيما فجأةً توقَّفتُ، طفقَني بمعاليمٍ يعتريها العجبُ، وتنقَّل بأبصارِه من أنامِلنا المتعانقةِ إلى عينيَّ.
لَم أرتِّب أحرُفي حينذا، وعجَزتُ عن بثِّ نفسي الهدوء، بل أنَّني أملتُ رأسي قليلًا استدعِي الرَّاحة أو بعضًا منها، وخرجَ نبرِي ملتاعًا به شئٌ من الرَّجاء:
«أتَسمَحُ لي بعناقِكَ؟»
إنَّها لعنةُ جيمين، هذا ما حلَّ بي.
أنا خائفٌ للغايةِ، عليهِ، أشعرُ بقلبِي يتمزَّقُ لمجرَّد رؤيتِه، ورغمَ أنَّه لم يبُح بشئٍ إلّا أنَّ مآقيهِ تصفُ الكثير، ذلك الذُّعر الذي استوطَن نفسهُ منذُ دقائق عند الشاطئ، نبرهُ الذي قطَّع أنياطَ قلبي وتراقَص عليها، وتلكَ الأنفاسُ التي تُسلَبُ منهُ كلَّما مرَّ بتلك النَّوبة، تتكالَبُ على خُلدِي دُفعةً واحدةً وتجبرنِي على معانقتِه وحَسب.
هل أنا أتحجَّجُ لعناقِه ليس إلّا؟
ربَّما.شخصٌ مِثلي لم يرغَب بالعلاقاتِ يومًا، بغضَ الأحضان بقرارةِ نفسِه وعثرَ على راحتهِ رُفقة الوِحدة؛ فرَغم تعدُّد علاقاتِي وشخصيَّتي المحبوبةِ إلَّا أنَّ حبيبًا لَم يكُن لي، كلَّها كانت علاقاتٍ سطحيَّةٍ نسَجتُها بإراداتِي، وبذات الإرادة أنسُج خيوطَ علاقتِي معه.
لاحَ لي رجفةٌ من القلقِ بعينَيه، قبل أن يضعَج حاجبيهِ ويتسائَل: «ماذا بكَ؟»
الحديثُ لا ينفَع، ولأوّل مرةٍ قد خذلنِي لسانِي، وكلُّ ما اقتدَرتُ على فعلهِ هو سحبِه لعناقٍ تعجزُ كلمةٌ كعميقٍ عن وصفِه، وكأنَّني أعانِقُ كنزًا لن أفلِتَه ما حيِيت، مين يونغِي ليسَ عجوزًا فاسقًا فحسبُ يا جيمين، بل مجنونًا أيضًا.
أنت تقرأ
حرِّرنِي، يُ.مِ.
Fanfic«أكون لكَ الدّبران فتكون لي الثريّا؟» - يونغي مين. - جيمين بارك. - شُرِّعت بالأول من الشهر السابع، للعام الثالث والعشرين بعد الألفين. - قيد الكتابة.