صحوت على صوتِ طقطقة لأرى تلك الكائنات الصغيرة القذرة تتجول باحثة عن طعامٍ في غرفتي ، غرفتي المهترئة و الهزيلة كصاحبتها ، لأنظر الى السقف وأنا أشعر بإنخفاض بطني على معدتي ، لقد بدوت اسوء من الفقراء لأنهم يمتلكوا أحباء بجانبهم يواسوهم على ما هم عليه.وقفت بعد عناء و خمول يسري في كامل جسدي أمام النافذة أرى الطريق مبتلاً بالماء والهواء بارد من دون ان افتح النافذة لعدم وجود مدفئة في شقتي.
لمحتُ شاشة هاتفي تضيء لأحمله ببطء فهو الشيء الوحيد الثمين في هذه الشقة ، حتى مني ، لأقرأ رسالة عمي بأنه سيأتي لزيارتي في وقت قريب .
ابتسمتُ بتعب , هذا الرجل الذي كنت ابغظه و لا أحب النظر إليه اصبحت اشتاق إليه انتظر اليوم الذي يأتي فيه ، الساعتين التي يجلس فيها بصبر وعدم اكتراث لحالي كفيله لأسعادي ثلاث أيام بعدها أرجع الى البؤس و الحزن.
خرجتُ بعدما أرتديت شيء يحميني من برودة بريطانيا القاسية لأتجه الى خارج شقتي ثم إلى خارج المبنى لأقف أمامها ناظرة الى نافذتي الموجودة في الأعلى ثم اخذت خطوات نحو اللأشيء لا يوجد مكان محدد غير السير في الشوارع .
البعض ينظرُ لي كمتسولة وهذا ما أبدو عليه حقاً ، لا حياة في وجهي كنت أعاني في داخلي و ظهر ذلك جلياً على مظهري الخارجي .
اتجهت بعدها إلى الحديقة العامة اتمشى ببطء كالعجوز الكهل لأرى كلباً صغيراً يبدو متعباً حملتهُ بهدوء بعد عناء من خوفه وارتعابه مني لأربت على رأسه وكامل جسده بحنان ، لست بتلك التي تمتلك الحنان لتهديه الى حيوانها الجديد ولكن لأكسب ثقته بي و يشعر بالأمان نحوي لأفكر في أكله بعد توجهي به الى شقتي.
كان ثقيلاً نوعاً ما وهذا ما جعلني أفكر بهذه الفكرة الحقيرة اتجاهه، وضعته برفق ثم اعطيته وعاء فيه ماء ليشرب ، ليرفع عينيه البريئة نحوي و ينبح متشكراً إياي ، ثم لأقف ببرود و اتجه الى المطبخ و أعود حاملة سكين خلف ظهري وما أن اقتربت و أنحنيت موجهة السكين أمامه ولكن من دون أي هجوم شرس.
شعرت بنظراته تتغير الى الخوف و النباح بصوت عالي وهو يتحرك بعشوائية ، للحظة شعرت بكمية من الشفقة اتجاهه لتدمع عيني وأضع السكين جانباً ثم لأركض نحوه واحتضنه متأسفتاً على ماكدت أن افعله رغم خوفه مني و نباحه العالي الذي هرج المكان .
هل الجوع و الحرمان يجعل الإنسان بهذه القسوة و الأنانية ؟
أسئل نفسي وأنا أشعر بكلا الشعورين في داخلي ولكنني تمالكت نفسي لأجعله مؤنس وحشتي في هذه الحياة و صديقاً جديدًا في هذه الشقة.اتجهت نحو باب شقة مالك هذا المبنى وبعد عدة طرقات متواصلة خرج غاضباً ثم ليزداد غضباً لرأيتي انا من كنت أفعل ذلك ، اعتذرت لتصرفي الغير ناضج ثم طلبت منه بعض الحليب و الخبز لأنني امتلكت حيواناً جديدًا وهو جائع ولأنني لا أمتلكُ لا طعام ولا مال لشراء ما أحتاجه.
أنت تقرأ
أنا لنيميا || I am nemeya
Teen Fictionتلك الاضواء التي تصدع إليك و التي تجعلك أكثر اشراقاً و بهجة. أنا احسدك عليها فلا تَلمني. لا أبرأ الذمة لمن يسرق روايتي.