part 8

228 86 13
                                    


أستيقظتُ على صوتِ عصفورين يتشاجرا بقرب النافذة لأستقيم وأتوجه لفتحها حتى كادا أن يُدخلان و يصطدما بوجهي لأبتعد بفزع ثم أضحك وأنا أراهما يبتعدان.

بعدها أستحممت و أرتديت التيشيرت الأبيض القطني وكان مريحاً ولطيفاً على جسدي، ثم بنطلون جينز و القبعة القطنية و الحذاء الأبيض، بدوت رائعة بهذه الملابس و بشعري القصير، أبتسمت ثم توجهت إلى الخارج.

اشتريت كوبًا من القهوة الساخنة أثناء توجهي للصالون، كان يومًا مزدحمًا وهذا غريب، لألمح من بين حشود الناس يونيد لم أكن متأكدة لكني سأتأكد أذا لمحني، أوه عجبًا، أخر مرة تحدثت فيها معه بوقاحة، سوف يتجاهلني حتى وأن رآني.

سار الجميع إلى الجانب الآخر من الطريق ويبدو بأنه كان مستعجلاً لذا لم يلتفت إلي ، وصلتُ إلى الصالون و بقيت أنتظر الآنسة لوسي بينما أدردش مع أحدى العاملات.

بعد دقائق من وصول الآنسة لوسي تحدثت معها كان مزاجها في البداية هادئاً إلى أن قلتُ لها بأني أحتاج إلى اجازة اليوم.

"هل تظنين بأن العمل هنا ليس مهم؟، متى ما أردتي الغياب أو المجيء فهذا ليس بالمهم أليس كذلك؟"قالتها بأنزعاج ولكن بصوتٍ هادئ.

تحدثت بهدوء "لكني أتيتك الآن".
لتضع قدمًا فوق الآخر وترفع رأسها وتردف بتكبر "لنيميا أنتِ مطرودة".

لأحدق بها مطولاً ثم أرمش عدة مرات لعلي أستوعب ما قالته.
لتقف وتكمل قبل أن تدعني بصدمتي "هذا آخر كلام عندي".

أستدرت لأراها تبتعد و تتركني في مكتبها ، كان ذلك معكرًا لمزاجي إلا أني تماسكت لأواسي نفسي بأني سأجد عملاً أفضل من هذا ، خرجت من الصالون مسرعة غير مهتمة لمن حولي لأتوجه إلى الشارع العام ، لم أركب سيارة أجرة أخذتُ أتمشى و أنا أجول بنظري في كل مكان.

أخذ مني ساعة كاملة للوصول إلى منزل بيون ، خلالها كنتُ أستريح قليلاً ثم أكمل، لاحظتُ بأنهم لازالوا نائمين لذا جلستُ في الحديقة دقائق حتى أتاني السيد روبن بشعره المبعثر و أبتسامته المشرقة، ألقى عليّ تحية الصباح لأردها إليه.

جلس بجانبي ليردف "كيف حالك عندما زرتِ صديقتك؟".
لتختفي أبتسامتي تدريجيًا وأنا أجيب بهدوء "لا بأس بها ، شكرًا لك على أيصالي إلى المقابر".

أحسست بأنه يريد أن يقول شيئًا لكنه متردد لذا أستدرت بجسدي نحوه ليكون مقاربًا له ثم أبتسمت لأضع يدي فوق يده لأطمئنه مما يجول في داخل فكره.

بعدها طلب مني الذهاب لغرفة بيون لأيقاظها من النوم ، صعدتُ بهدوء و نظرت إلى باب غرفة ناي قليلاً لأهم بالدخول إلى الغرفة المقابلة لغرفته.

كانت جالسة على السرير بسكون ، وكان السرير مرتبًا، أستغربت من هذا الهدوء لأتقدم عدة خطوات لتلتفت إلي بلا تعبير على وجهها ، تنظر إلي مطولاً ، لأردف بعد أن شعرت بريبة الموقف و غرابته "بيون، هل هناك شيء؟".

أنا لنيميا || I am nemeyaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن