part 10

194 73 21
                                    


أقترب مني كثيرًا حتى رفعت رأسي بعينين مرتبكتين وأنا أترقب قربه ، مسك كتفيّ وجعلني أستلقي ثم قال "نامي الآن وأنا سأرجع إلى المنزل".

فتحت عينيّ لأستوعب ما يقول ثم لأمسك يده برفض وأنا في نبرتِ صوتي رجاء "لِمَ تتركني؟" نظر لي بهدوء ليردف "من أجل تفادي الأشاعات".

أرتكزت أعيُننا ببعض لثوانٍ حتى أجبته بنوع من السخرية "عن أيَ أشاعات تتحدث؟ لا يوجد هنا من يهتم بوجودي أو عَدمه !".

وضع يديه على خصره ليقول بملل"أحقًا؟ ماذا عن صاحب المبنى الذي يريدني أن أأكد له بأنني لستُ حبيبك السري؟" أبتسمت ببلاهه ولكن في قلبي سرور يتراقص لأقول بصوت منخفض"حبيبي السري!!".

لم يشرح لي أكثر فقد أدار لي جسده و رحل ، بقيت أنظر إلى المكان الذي كان يقف فيه بحزن طفيف ، أعتدلت في طريقة نومي ثم بقيت أتقلب يمينًا و يسارًا بسبب تفكيري بناي.

فتحت عينيّ بهدوء ناظرة الى السقف ، كانت صحتي جيدة فأنا لا أشعر بأي ألم ، ولكن .. هذه غرفتي السابقة!! رفعت جزئي العلوي وأنا أنظر بدهشة ممزوجة بصدمة لأحدث نفسي بخوف "ما الذي أتى بي إلى هنا؟".

ليُفتح الباب بهدوء ، لم يدخل أحد ، دقائق مرت وأنا أنتظر ، لتدخل بعدها أمي!! كانت بشوشة الوجه ، أقتربت مني بسرعة لتجلس على حافة السرير و تحتضنني بشوق ، ذلك الشوقُ الحنين و الدافئ.

كان هذا غريب ، ما الذي يحدث؟ ، أستشعرت جسدها الذي يحتويني ، أنه حقيقي ،أبتسمتُ غير مصدقة لأضع يديّ بتردد على ظهرها ، وما أن لامست يديّ ظهرها حتى دفعتني بعنف لتصفعني بقوة على خدي ، كانت هائجة و وجهها محمر غضبًا وفي عينيها دموع سابقة و جديدة عجزت عن معرفة متى سقطت ، لتقف أمامي و تصرخ بعنف "لماذا قتلت جاين؟ .. لماذا قتلت جاين؟...".

أخذت تكرر هذه الجملة بصخب حتى صرخت أنا "كفى" ، صرخت باكية لتتوقف و قد توقفت حقًا عندما شعرت بيد تهزني لأصحو من هذا الكابوس و أرجعُ إلى وعيّ.

فتحت عينيُ بفزع لأرفع جزئي العلوي لأشرب الماء من اليد التي أعطتني أياه ، مسحت جبهتي المتعرقة بأكمام ملابسي وأنا أشعر بالحر الطفيف رغم برودة الجو.

"أذن، أنت مريضة اليوم!" قالها و كأنه فهم ذلك في هذه اللحظة.
لأنظر له بأستغراب بعدما تذكرت ما قاله سابقًا "لماذا قلت لناي بأنه حبيبي السري؟".

رفع حاجبه ليقول بثقة "لأنك ومنذ أن خطيتِ باب المبنى لم تكوني مع شاب ، و غني أيضًا !!" تنهدت بقوة لأجيبه بشراسة إلا أنني تذكرت مظهري لأسئله بحيرة "سيد جون ، هل أبدو جيدة ؟".

تفحصني بنظراته ليجيب بهدوء "لا تحلمي كثيرًا حتى و أن كنتِ ملكة عصرك" أبعدت نظري عنه و كأنني أدرك شيء ما للتو ، شكرته على نصيحته هذه رغم أنها جعلتني أحُبط.

أنا لنيميا || I am nemeyaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن