part 15

138 28 26
                                    

دخلت إلى غرفتي و حرارة خلف أذنيّ تشتعل ، أتكأت على الباب انظر إلى اللاشيء من الظلام ، ما بين رغبة البكاء و الغضب هكذا شعرت بصدري يرتفع و ينخفض و تنفسي متقطعًا ، بل أكاد لا أتنفس!!!.


أخرجت هاتفي من حقيبتي وفي يديّ هزةٌ خفيفة ، فتحت ضوءه لأرى طريقي إلى النافذة المغلقة بالستائر ، لأسرع نحوها أبعدها ثم أفتح النافذة بأتساع.


أحاول التنفس بكل الطرق حتى أخذت أعنف نفسي بالضرب على صدري ، شعرت بأحمرار وجهي بعد كل هذه المحاولات حتى رجعتُ إلى طبيعتي حيث أسحب كمية كبيرة من الأوكسجين.


جلست على ركبتيّ متأملة السماء الصافية وأنا أحاول قدر الامكان عدم البكاء ، لان هذا سيزيد من حالتي سوءًا ، أبتسمت بقهر حينما تذكرتُ نظراتهما لبعضهما البعض بحب و صدق.


لأواسي نفسي قليلاً لعلِ أهدء و آخذ الأمر بشكل مختلف "يوجد هناك أفضل من ناي ، لكنني لم أجده بعد ، بل كنت أركز عليه فقط هذا خطأي متأملة منه الأعجاب بي بينما هو لم يكترث!".


لأسمع صوت تحرك الأشجار بفعل الرياح لأكمل بصوت منخفض"لا أصدق قبح فعلتك يا بيون!".

_______________________________


ليرفع عينيه من الهاتف ناظرًا بحدة وهو يحاول كتم غضبه ليجيب " ستندمين على ما قلته إيتها ...."

ليصمت بعد أن رأى والدها يتجه نحوهما ليكمل معدلًا من تعابير وجهه الى المُحب متصنعًا بذلك الهدوء و مكملاً كلامه "التدخل و العبث بأمور الكبار أمر لا يُرضي الكبار يا صغيرة" ... أكملها بنظرة تهديد سريعة ليقف و يتركها.

بقيت بيون تحدق به بعينيها المتسعتان من الصدمة ، "هل الأمر يستدعي التحول إلى وحش شرير؟" أردفت وهي تراه يحتضن والدها بقوة ، ماذا لو لم يأتي والدها في هذه اللحظة ؟ ما التهديد الذي سيلقيه عليها ؟.

مسحت نصف وجهها بكف يدها ، لتقف ثم تتوجه نحو الذي يحاول تقبيل حبيبته خلسة لتخبره بما حصل.


__________________________________



لا أعلم أن كان بمقدوري الأتصال أم لا لكني فعلت ، رغم معرفتي بأن لا شبكة في هذا المنزل إلا أنني كررت الأتصال عدة مرات لا تتجاوز العشر ، في محاولة مني لأبعاد الضجر  "يونيد 10 أتصالات".

لذا توقفت بعدها رامية الهاتف بعيدًا ، لم يتبقى سوى ساعتين على حلول الفجر ، أستقمت لأنتزع ثيابي و أرتدي ما يحتضن جسدي بدفئ.

خرجت بعدها من المنزل بعدما تطمئنت بأن كلتيهما نائمتين ، أسير كاتفة يديّ قاصدة المبنى المقابل للحديقة التي جلست بها سابقًا ، الجو كان شبه مظلمًا لكن صوت الصراصر أعطاني بعض الطمئنينة ، غريب لأشعر بالأمان لوجودها !.


أنا لنيميا || I am nemeyaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن