وقف أمامي مباشرة وأنا أشعر بثقل في جفوني ليسئلني مستفسراً وهو يدون في دفتره "أذن آنسة لنيميا، أين كنتِ البارحة؟".لأمسك رأسي بكلتا يّدي خافضة جسدي معه وأنا أحاول أن أكون بخير قدر الأمكان "أيها الضابط أيمكنك سؤالي لاحقاً" لأكمل بعد أن لاحظت عدم تحركه من أمامي "أشعر بتعب رهيب".
ليهز رأسه بتململ و يتجه نحو المطبخ حيث المحقق الجنائي يضع قطعة اللحم بعناية في كيس شفاف "ماذا أكتشفت أيها المحقق؟".
"علينا تحليل هذا اللحم".
ليهز الآخر بتفهم و يأخذ كأس و يملئه بالماء من الصنبور ، جلس أمامها على الطاولة و مسك يدها التي مازالت تمسك رأسها "أشربي الماء".
أخذت يدي اليمنى التي يسمك بها بالرجفِ لأنظر إلى عينيه البنية بخدر غير واعية لما أفعل لأنتبه عندما تغيرت نظرته إلى الحادة و المستغربة بسبب وضعي ليدي على خده.
لأصرخ بداخلي مندهشة من فعلتي ، لأتنحنح و آخذ كأس الماء و أشربه دفعة واحدة لعل وعيي و تركيزي يُرجعان إلي.
ليقف و يضع يديه في جيوب بنطاله ويبتعد خطوتين مُعطياً ظهره إلي "أذا لم تُجيبي هذه المرة فسآخذك إلى مركز الشرطة ، أين كنتِ البارحة؟" قالها بنبرة صوت حادة.
لأحدق في الكأس بين يدي بحزن ودمعة توشك على الخروج من مقلتي "كنت مع أصدقائي ألهو". بقي صامتاً مطالباً بأكمال حديثي "أنا أبقيت كلبي مع جارّي ... لأشهق باكية و بصعوبة أنطق...لم أكن أعلم ان تكون هذه آخر مرة سأراه فيها".
لتأخذني نوبة بكاء شديدة ، شعرتُ بهِ حينما أستدار ينظر لي بنظرة شفقة ليتركني.
"صغيري ماركي، أنا اسفة، بل شديدة الأسف"
أتكلم و كأنه أمامي ، هكذا فجأة أصبحت مرة أخرى وحيدة حيث لا وجود لأحد بجانبي ، هل الحياة تُعاقبني أم غضب والداي هو السبب؟ ، قد يكون "جاين!".أشددت على معطفي و وقفت لأشعر بدوار طفيف لأسير بعدها إلى شقتي وما أن دخلتُ حتى ركضتُ إلى الحمام لأتقيئ ، لابد بأن منظر الدم أثر عليّ أكثر من شعوري بالحزن, كان ذلك مقرفاً.
لأغتسل و أمشي بثقل إلى سريري و أستلقي ببطء ، لأسمع صوت أقدام قادمة ويبدو بأنها تبحث عني ، "السيد جون" تقدم بعد أن رآني بهذه الحالة المزرية.
ماداً يده بورقة صغيرة مردفاً "هذا رقم الضابط من أجل أن يخبرك أو يسئلك عن الحادثة". أخذتها و رحل بهدوء ليقف و يرجع لي قائلاً بحنان "هل تحتاجين إلى شيء؟".
لأجيبه بهز رأسي بـ"كلا" و عينيّ ترجعان إلى الفيضان بالدموع ، مؤلم حينما تفقد حيوانك الأليف بشكل لا تُصدقه رغم أستمرارك في البكاء عليه، أستسلمت بعدها للظلام الذي يُغطي عينيّ كالستارة و أسترخي قليلاً ثم إلى ساعات.
أنت تقرأ
أنا لنيميا || I am nemeya
Teen Fictionتلك الاضواء التي تصدع إليك و التي تجعلك أكثر اشراقاً و بهجة. أنا احسدك عليها فلا تَلمني. لا أبرأ الذمة لمن يسرق روايتي.