وقفتُ أمام شجرةً مُغلقة عينيّ بهدوء لأشعر فجأة بأرتطام جسد بظهري ملصقاً بهِ و محتضناً أياي ليتحدث صاحبه بضحكة يحتويها الخيبة "لماذا لا تزورينني ؟".لأفتح عينيٌ على وسعهما بخوف و بأرتجاف جسدي القوي أستطعت أن اهز جسده أيضاً غير قادرة على نطقِ حرفٍ.
لأفتح عينيٌ وأنا أشعر بصدري فَقد أوكسجينه لأضع يدي على مكان قلبي مستنشقةً كُل الهواء البارد في غرفتي ، بقيت على هذه الحالة عشرةُ دقائق أستطعت بعدها الرجوع لحالتي الطبيعية ، لأتذكر ما حدث في الحلم
"لما بعد كُل تلك الأشهر الصامتة ، أتيت الآن!!".لأنقلب على جانبي الأيمن متذكرةً ما حدث نهاراً ...
"أنتهيت سيدتي" لأقف متوجهة نحو الحمام لأغسل يدي ثم أنظر الى المرآة المُعلقة على طول المغاسل لأفزع من التي ورائي لتردف مدركةً الموقف بتوتر "عذراً ، هل يمكنني محادثتك خارجاً ؟"
لأومئ وأنا أنظر لها بتركيز من المرآة ، لتسبقني إلى الخارج و نحو أحدى المقاعد الخشبية المُطلة على الحديقة العامة.
لتجلس ثم لتطلب مني الجلوس بلطف ، كنت مستغربةً طلبها وما تريده مني بعد كُل تلك المراقبة في الفترة الماضية.
كان واضح عليها الأرتباك وهي تشبك أصابع يديها مع معضهم البعض ، "لما كنتِ أنتِ و صديقتك تُراقبانني في الأيام الماضية ؟" أردفتُ بنوع من الانزعاج و الأستفسار مُراقبة ملامح وجهها التي تغيرت الى الأحراج و الأندهاش .
بأندفاع "كلا ، أقصد نحن فقط أردنا مصادقتك" لأرفع حاجبي الأيسر غير مقتنعة لما تقوله ثم لترتكز أعيُننا لأرى ثباتها و أصرارها الغريب.
"وهل ترغبين بطرفٍ ثالث بهذه الطريقة مع صديقتك تلك ؟" أبتسمتْ أبتسامة تصاحبها ضحكة قصيرة ، لتقول بصدق رأيته في عينيها رغم أستغرابي منه "كلا، سوف نُسعد لأنظمامك إلينك".
ثم تخرجُ من حقيبتها ذات الماركة العالمية ورقة فيها رقم هاتفها و عنوان منزلها ثم تكمل "يمكنك محادثتي في أي وقت حينما توافقين" لتقف مودعةً أياي بسرعة غير راغبة بسماع رفضي.
لأتنهد و أفتح هاتفي ثم أغلقه و أخلد للنوم بدلاً من التفكير في الأمر وأعطائه حجماً أكبر منه.
_________
"صدقني كُل شيء فيها" .
ليضع قدماً فوق الأخرى فارداً ذراعيه خلف الأريكة ، "لن أصدقك إلا عندما أرى بعينيّ" ليقولها بعناد ممازحاً لتنظر لهُ الأخرى بأنزعاج و تشيح وجهها عنه.
لتأتي فتاة ذات شعر وردي مُلائماً مع ملامحها وهي تمسك بصحن مُلء بالحلويات و تجلس بقرب الشاب "ناي ، لقد رأيتها أنا أيضاً".
لتضع حلوى دائرية صغيرة في فمها و تكمل "هل سنعود لذلك الصالون مرة أخرى ؟" لتجيبها ذات العينين الزرقاء بأشمئزاز "كلا، ألا يكفي بأنني أنفقت نقودي من أجله".
أنت تقرأ
أنا لنيميا || I am nemeya
Teen Fictionتلك الاضواء التي تصدع إليك و التي تجعلك أكثر اشراقاً و بهجة. أنا احسدك عليها فلا تَلمني. لا أبرأ الذمة لمن يسرق روايتي.