part 7

243 98 15
                                    


أحتسيت آخر رشفة من كوب الحليب لأضعه على الطاولة و أرجع ظهري على الكرسي، وأنا أشاهد كيف لنور الشمس أن يتسلل تدريجياً لينير الأرض حولي، لأغلق عينيّ بهدوء من أجل أن أركز بأصوات الطيور و تحريك الرياح للأشجار.

"اوه! صباح الخير ، أنكِ مستيقظة مبكراً" لأبتسم لهُ وأجيبه "هذا بسبب تَغير مكان نومي لذا أصبح لدي أرق" لأشبك أصابع يديّ بتوتر.

ليجلس بالكرسي المجاور ليصحح ما قُلته "عزيزتي، الأرق يأتي بسبب القلق و الخوف لا من تغيير مكان النوم" لينهيا بنظرة حنونة أبوية.

لأنظر له بحزن ثم أوجه نظري إلى السماء الصافية و أجيبه مأكدة "أنتَ على حق".

بعد صمت وهدوء نظرتُ له وفي عينيّ رجاء "هل بأمكانك أن تُسدي لي خدمة؟".

_______________________________________

"سيدي، هذه الأوراق تحتاج إلى توقيع".

ليمسكها الآخر ويخطف نظرةً عليها ثم يقوم بالتوقيع عليها بخط كبير وواضح ثم يضرب بها سطح المكتب و يقدمها للسكرتير.

ليسئله "هل هناك أجتماع ينتظرنا في الأسبوع القادم؟".

ليجيبه بعد ثوانٍ متذكراً "نعم سيدي، في يوم الخميس هناك أجتماع من أجل بيع و شراء الأسهم بشكل مضاعف."

رجع ظهره على الكرسي ليضع أصابع يده اليمنى على ذقنه مفكراً ليردف بعدها "قم بتأجيله إلى الشهر القادم".

"لكن سيـ..."
ليقاطعه "أخبر الشركة التي سنتناقش معها بأني سأسافر الى بريطانيا لأمر مهم".

ليأشر له بالخروج لينفذ أوامره السكرتير.

______________________________________


سرتُ بهدوء و بطء ، كُلما خَطوت خطوة أشعر بقلبي ينقبض وتنفسي يضيق، الجو أزداد برودة لتحجب الغيوم أشعت الشمس، لأقف في منتصف الطريق محدقة في الزهور الحمراء كالدم التي أحملها بين يديّ، لأبتسم لشجاعتي وأكمل سيري نحوه.

لمحتهُ من بين الجميع بسبب الورود الكثيرة التي تُغطيه ثم أقف أمامه و قلبي ينبض بسرعة، ليس حباً ولا حتى خوف بل كان الندم، الندم الذي أخذ يأكلني ببطء ليجعل من روحي مُرهقة، أنحنيت لأضع الزهور فوقه.

ثم أمرر أصابع يدي على أسمه المنحوت"جاين ..." بقيتُ واقفة لا أعلم ما عليّ فعله فتحتُ فمي لعل الكلمات تخرج منه وبصعوبة أخبرته "هذه المرة الأولى التي آتي إليك فيها" لتتجمع دموعي ببطء وأكمل "مَن يُصدق أن القاتل يزور مقتوله؟".

لتأخذني شهقات تعلو تدريجيًا أثناء بكائي لأجلس على الأرض الرطبة بأستسلام وأكمل معتذرة "جاين، لقد فات الأوان ولكني أتيتك بكل وقاحتي لأطلب منك السماح".

لأصرخ وقد أعتليت قبره "لقد خسرتك و خسرت عائلتي، هل أنت سعيد الآن؟".

لأقوم بضرب القبر بالزهور بعنف وأنا أصرخ باكية "عليك أن تسامحني ، عليك أن تقول للرب بأنك سامحتني" لأكرر كلامي آمره لهُ بمسامحتي.

أنا لنيميا || I am nemeyaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن