الخامس.

278 43 63
                                    



.

.

[وجه المجهول]

.

.


"قبلت الأميرة.. الضفدع.."

"الضفدع.. يتحول.. إلى أمير.. وسيم.."

أحمر يونغي خجلاً وهو ينظر لصورة الأمير والأميرة متعانقين بحب في مشهد تتطاير فيه أوراق الأشجار الخضراء حولهما بنعومة فائقة، وبصعوبة بالغة كان يتهجى الحروف ليكمل القصة التي راقت له كثيرا.

"تزوج الأمير الضفدع.. الأميرة الطيبة.. وعاشا معا.. في سعادة أبدية.."

أغلق آخر صفحة من كتابه المفضل والذي أهداه إياه السيد تايهيونغ، عانقه مبتسماً وقد ألقى برأسه فوق الوسادة، وعقله أبى أن يتوقف عن التكفير إلا في هذه الحكايات الخيالية اللطيفة..
هل يا ترى قد يصادف يوما ما أرنبا متحدثا فيأخذه لبلاد العجائب؟
أم قد يقابل حورية عند نهر الهان؟
وهل يعقل أن الجنيات قد يختارونه ليطير معهم لأرض خلف النجوم؟

ركل الغطاء الخفيف عن جسده متحمسا لكل هذه الأفكار التي لم تخطر على باله من قبل، أفكار عرفها من خلال الكتب فقط.

"يونغي.. تقرأ ذلك الكتاب مجددا.."

ظهرت جدته التي دخلت لتوها الكوخ، فنهض يجادلها للمرة العاشرة ربما..

"إنه كتابي المفضل.."

امتعض بشدة عاقدا حاجبيه بعدائية وعناد

"حسنا حسنا.. فهمت إنه كتابك المفضل..
رؤية هذا الكتاب يذكرني بالأمر..
إياك أن تحدث الغرباء فقط.."

اخفض رأسه وحمل كتابه يضعه جانبا مع بقية الأشياء التي يجمعها من الشوارع، أشياء تروقه مثل دمى ممزقة أو أزهار جافة.

"يونغي أجبني.. أنت لم تتحدث معه مجددا!"

"لا... قلت لك كثيرا أني لم أفعل.."

قال بغضب وخرج من الكوخ يزفر بقلة حيلة، قرأ في أحد الجرائد مرة مقال يقول أن كبار السن لا يستطيعوا مواكبة التطورات التي تحدث للعالم ولكنه يرى جدته أكثر من ذلك حتى إنها تجبره أن يكون شخصا انطوائيا..

'لا تحدث الغرباء.. لا تحدث هوسوك.. لا تحدث السيد تايهيونغ.. عد بسرعة للمنزل..'

حمل جرابه وارتدى نعله مقرراً شق طريقة كما كل يوم متجاهلا نداء جدته كمن يهرب من الأسئلة أو كالذي لا يريد أن يسمعها من الأساس، كان في قرارة نفسه متعجبا من فعلته هذه، فمنذ متى وهو لا يستمع لجدته..
ربما.. منذ عرف السيد تايهيونغ!

نغمة ودق || kbromanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن