التاسع.

240 37 50
                                    


.

.

[منزل السيدة بارك]

.

.



"سيدة بارك.. أرجوكِ بضعه أيام فقط.."

توسل تايهيونغ جاثياً على ركبتيه وهى جالسة أمامه في باحة منزلها الأقرب لمنازل جوسون التقليدية وتلبس الهانبوك والذي تفتخر به كثيرا ورغم ذلك فإنها لا ترتديه إلا في منزلها.

"لست على استعداد أن أعتني بطفل ما وأنا في هذا العمر.."

فتح فمه وعينيه على وسعمها

"ماذا تقولين!
لا يمكنني معرفة الفرق بينكِ وبين فتاه في العشرين حتى!"

"هذا لأنكَ معتوه ليس إلا، من الواضح أني في خمسينات عمري"

تنهد بقلة حيلة ليس وكأنها ذات السيدة التي تضع أحمر الشفاه كل يوم بتمعن وتزين عينيها بالكحل وجسدها وصحتها أفضل بكثير من غيرها، بمجرد أن أصبحت غنية تغير نمط حياتها وطريقتها حتى أنها تدخن السيجار وترتدي التنورات القصيرة وتتمايل في مقاهي الجاز مثل فتيات الليل ولولا بعض التجاعيد على جانبي عينيها ورقبتها وأطراف أصابعها لما تمكن من تخمين عمرها الحقيقي.

"ليس وكأنكِ تعيشين سنك الخمسيني هذا!"

غمغم بغضب ونهض ينفض ركبتيه أسفل شجره متعرية الأوراق وهو ينظر لها بشكل جعل ضميرها يتألم

"أنتَ أهوج.. كيف تتحمل مسئولية شخص آخر في خضم هذه الظروف؟!"

قالت من مجلسها فوق الحصير المصنوع يدويا من القش وتايهيونغ نظر أرض يتنهد بما فيه من قلق كان معه منذ ولد وسيبقى حتى يموت.

"كان يتعذب أمامي..
يتعذب أكثر مني لما كنت في عمره فقيراً
لم أتحكم في مشاعري ووجدت أنني أحمله على عاتقي بغير وعي دون أن أفكر في العواقب.."

"تايهيونغ.. أنت تعيش كل يوم في خطر كونك ناشط استقلالي مزروع وسط اليابانيين
لو سقطت سيسقط معك وتنتهي حياته"

نظر لها بيأس لا يعلم ماذا عساه يفعل! وأين قد يتركه!
لا يوجد مكان آمن له في هذا العالم
لو كان يونغي شابا لما خاف عليه ولكنه طفل
طفل حرفيا

كيف سيتركه هنا أو هناك!

"لماذا لا تريدين أن أبقيه لديكِ بينما تعيشين وحدكِ في منزل كبير! هل هناك ما تخفيه!"

نغمة ودق || kbromanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن