الحادي عشر.

237 36 60
                                    


.

.

[فجعه...]
.

.

يصحو عادة في وقت مبكر قبل شروق الشمس متعرقا يتنفس بصعوبة وهو يستوعب أنه كان مجرد حلم ما أيقظه.

يتفقد وجهه وصدره أن الرصاص لم يخترقه أو أن أحدهم لم يقم بجلده حتى الإدماء، أنه بخير وأنه كان مجرد كابوس رأى فيه أن أمره كُشف قبل أن ينال انتقامه.

ربما رؤية نفسه يُعذب في كابوس لهو أهون من كوابيس أخرى يرى فيها طفولته ووالدته

أحيانا كانت تُجر أمام عينيه ويعتدي عليها الجنود وتعود له مع الكثير من الدماء والألم، يسمع صراخها وهو يختبئ في جرة الفخار يغرق في الماء المالح داخلها فيأكل جلده وحوله الملفوف المنقوع به.

رغم أنها كانت أوامر أمه إلا أنه أراد أن يختبئ بشدة فكان خائفا لدرجة أن كان يتركها تواجههم وحدها ويختبئ هو.

لقد كانوا يترددون عليها دائما، فتاة بلا رجل يحميها
تخلى عنها أهلها لأنها أنجبت طفل من علاقة غير شرعية بدون رغبة منها وإنما كانت مغتصبة.

لقد ظلمهم الجميع
وتركها هو دون أن ينقذها لما شعر به من الخزي
لربما كان عليه أن يقاوم لأجلها لا أن يشعر بالإحراج منها

لم تتخلى عنه وأحبته
لكنه لم يحارب من يعتدون عليها
وكان شريكا في الجريمة بصمته عليها واختبائه في كل مرة يتكرر حدوثها.

كلما نال منه كابوسا كان يستحم بالماء البارد ليزيل أثر تعرقه ويهدئ أعصابه المشدودة ويخرج منه كأن شيئا لم يحدث.

أحيانا كان يرى أنه لا يستحق أن يشرب القهوة في الصباح ويأكل الفطائر المحلاة، أو أن ينام على سرير ناعم في غرفة دافئة ومنزل محاط بالحراس لحمايتهم.

أحيانا كان يكتفي بالطعام من قمام المنزل
فهذا كل ما كان يأكله في طفولته.

إنه لا يريد من الدنيا شيئا
كأنه يعيش لأجل انتقامه ولاحقا قد يقتل نفسه عندما لا يجد شيئا يفعله.

تخطى المطبخ وخرج إلى الحديقة مازال الصباح فيه زرقة الشروق، الجو هادئ والشارع فارغ.

جلس على الرصيف منتظرا جريدة الصباح أن تصل، مع أطراف باردة يدفنها في جيوب سترة.

الحراس أمامه يتناوبون على حراسة المنزل، التفت إلى يمينه حيث منزل كبير المفوضين وعليه بضعة حراس أيضا.

نغمة ودق || kbromanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن