الثاني.

408 58 112
                                    

.

.

[فتاً صالحاً]

.

.


بانَ الصُبح البارد صافياً بعدما فضت السماء مائها، لما فتح يونغي باب كوخه الصغير فسقطت على رأسه قطرات الندى المتجمدة والتي كانت تتشبث بأطراف القش المصنوع منه سقف بيته.

حرك رأسه للجانبين مثل جرو لتتناثر معه ندفات البرد بعيداً، وهو يبتسم لملمس الصخرة التي لامست قدميه عند عتبة بابه.

اقحم أصابع أقدامه في الحذاء ليرتديه على عجل، وفوق ظهره جراب الخيش يتدلى على رأسه إثر إنحناءه للأرض يساعد نفسه في ارتداء نعله.

استقام بقفزة ومدَّ رأسه لداخل الكوخ حيث جدته قد بدأت تنظفه من الماء المتسرب بعد أمطار الليلة الماضية.

"أنا ذاهب.."

نده عليها بصوته الرفيع والعالي نسبياً لأجل أن تسمعه تلك المسنة.

"أترك الباب مفتوحاً ليساعد في تجفيف هذا..!"

قالت بتعب وهي تعصر القماش المبلل في إناء حديدي صدئ، فاتبع الصغير نصيحتها وذهب راكضاً يتمسك بحقيبته جيداً، يُسرع في ركضه بابتسامة كبيرة، سعيد بالطرقات المبتلة والطمي يستقر على جانبيها، فهذا موسم عمله ولعل في استعجاله لهفة ليدرك رزقه قبل أن يذهب الناس لأعمالهم أو ما شابه.

توقف يلهث بصدمة عندما وجد رصيفه الذي اعتاد القعود عليه قد افترشه طفل آخر يُلمع أحذية زبائنه هو، لكنه لم يكترث كثيراً رغم ذلك، ووجد أن الزبائن كثيرة بالفعل!

فضَ أدواته من الجراب يرتبها وصَدحَ جاذباً إليه الناس.

"تنظيف.. تلميع.. غسل الأحذية..
يوم جيد يبدأ بحذاء نظيف..
من يد الأسطورة.. يونغي..."

ما هي إلا دقيقة حتى ترك بعض الرجال الطابور أمام الفتى وقد سئموا الانتظار ليقفوا عند يونغي، الذي شرع يلمع أحذيتهم بسرعة ومهارة عالية وهو يمتدح نفسه لهم، ولكن زميله ترك زبائنه الغفيرة ووقف عنده متذمراً.

"يونغي أخذتَ زبائني!"

"وأنتَ أخذت رصيفي من البداية هوسوك!"

دقائق وكان أطفال الشوارع مجتمعون فوق ذلك الرصيف يتعاركون معاً ويونغي بينهم يعض قدم قذرة لطفل لا يعرفه لكنه بدأ الشجار لصالح هوسوك.

نغمة ودق || kbromanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن