بعد الانتهاء من الدراسة، و الاستقرار في العمل، بمدخول شهري محترم، عادة ما يبدأ التفكير في الزواج، ليبدأ البحث عن تلك الفتاة التي تليق بأن تكون زوجة صالحة،
ثم البحث عن منزل ملائم حسب الموارد المتوفرة، و تجهيزه من أثاث وأجهزة، حتى يكون على أكمل وجه لبداية صفحة جديدة في الحياة، و هي الزواج.
هذا كله جيد، لقد حضرت كل شيء، لم يتبقى سوى التجهيز للعرس، لكل بلد عاداته وتقاليده في هذا الباب، لذلك سنأخذ المتوسط فقط،
حين تجتمع الأسرتين معا قصد التفاهم على تفاصيل حفل الزواج، كم عدد الضيوف، ماذا عن الوجبات، ثم لباس العروس التي ستظهر به أمام العائلة.
على اعتبار أنك تبحث عن زوجة صالحة لتكمل دينك، وتبني حياتك وأسرتك في محيط ملائم وإسلامي، هل راعيت أولا إن كان حفل الزواج ذاك إسلاميا؟ أو بمعنى آخر، يحترم الضوابط الشرعية،
أم هي كما يقول البعض، ليلة واحدة في العمر ويجب الاحتفال بها؟ أي نعم الإسلام لا يحرم الاحتفال، لكن يحرم كل ما هو مخل بالحياء و كل ما يضرب في أحد مقاصد الشريعة (الدين، النفس، النسل، العقل والمال) فتخيل معي أيها الإنسان، أن تلك الليلة الواحدة في العمر والتي يجب الاحتفال بها بحسب البعض، قد تضرب في كل مقاصد الشريعة وفي أبسط الحالات معظمها،
يكفي أن يضر أمر ما بأحد مقاصد الشريعة حتى يعلن عنه محرما، ماذا عن ليلة تجمع بين الأغاني المحرمة والرقص، التبرج، الاختلاط، ثم الإسراف والتبذير،
إشهار الزواج واجب شرعا، لكن بضوابط محددة، تجعل من ذلك العرس مناسبة عائلية هادئة تحدد الغرض منها في الأساس وهو إشهار الزواج وكفى، لكن ما نجده في مجتمعاتنا بكثرة، هو الرغبة بالتباهي أمام الناس،
فتجد العروسين بعد كل برهة يغيرون لباسهم، بينما الحضور في كامل التبرج والاختلاط والرقص بين الذكور و الإناث، فهذه أم تعرض بنتها كسلعة رخيصة لتبحث لها عن زوج، وشاب في المقابل يبحث في تلك الليلة عن علاقة عابرة، ويبقى الراعي الرسمي لهذه الحالات الشاذة هم أصحاب العرس من الزوجين وعائلاتهم، الذين يحملون وزر ما قد يقع، على اعتبار أنهم من حضروا المكان لمثل هذه الممارسات، بعرس لا فائدة ترجى منه،
من الجانب المادي، فهو لا يدر أي دخل، بل بالعكس، يدفعك لتبذير من عملت عمرا لادخاره، والأسوء من هذا، بعض الحالات التي تقترض المال من أجل إقامة حفل زواج، من باب التباهي فقط،
من الجانب الشرعي، فهو لا يحقق إشهار الزواج بالطريقة التي وضعها الإسلام، الإسلام لم يدعونا للتبذير، لم يدعونا للتباهي، ولم يدعونا للاختلاط.
