إلى متى سنظل جاهلين بأفعالنا، نكرر ما قام به من سبقونا دون مراقبة إن كان فعلهم صواب أو لا، تكرار الفعل بين الأجيال لا يعني مشروعيته سواء عقلا أو دينا، فحتى الكفار كانوا يعبدون الأصنام كما كان آباءهم، فهل هذا سبب منطقي لعبادة الأصنام ؟
أكتب هذه الكلمات ودوي مفرقعات عاشوراء في الجوار، ما الفائدة منها ؟ أريد فقط جوابا عقلانيا منطقيا لهذا السؤال رجاء، ما الذي يستفاد من تبذير المال في شراء شهب وألعاب نارية ومفرقعات، ما الذي يستفاد من إشعال نار والرقص حولها واللعب بالمعازف في هذه الليلة أيضا
إذا كان الجواب هي فقط طقوس وعادات من أجل الاحتفال بعاشوراء والفرح في هذا اليوم،
أتعلم من كان يحتفل بهذا اليوم؟ هم النواصب وهي فئة تعادي آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالأخص، علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لماذا يحتفلون بهذا اليوم، لأنه اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي بن أبي طالب ومثل بجثته في معركة كربلاء،
لا أقول أيضا أن علينا أن نحزن في هذا اليوم ونتأثر بهذه الذكرى، فهذه عادة الروافض وهم الغلاة من أهل الشيعة الذين يشقون ملابسهم ويضربون أنفسهم مبالغة في الحزن في هذا اليوم لهذه الذكرى،
أما بالنسبة للنار، فهي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، بل هي طامة كبرى لوحدها، فالرقص حول النار و إشعالها بتلك الطريقة، بصفة عامة هي من عادات عبدة النار، المجوس.
إذن ما الذي يجب علينا القيام به في هذا اليوم ؟ جعلنا الله أمة وسطا، بالمنطق فقط، فنحن لا نتمي للنواصب ولا للروافض، فهؤلاء يبالغون في الفرح والآخرون يبالغون في الحزن، ونحن يجب أن نكون في الوسط، متأسيين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله سبحانه وتعالى أسوة لنا،
لما جاء النبي عليه أزكى الصلاة والسلام إلى المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فلما سأل عن السبب، قالوا أن هذا هو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من فرعون، فنحن نصومه شكرا لله، فكان جوابه صلى الله عليه وسلم، نحن أولى يموسى منكم، فاتخذ من صيام عاشوراء عادة له في كل سنة، و أمرنا بمخالفة عبادة اليهود،
فإما نصوم التاسع والعاشر، إما العاشر والحادي عشر، إما الأيام الثلاثة وهذه أعلى المراتب، أما أدناها فصيام يوم عاشوراء وحده،
ولو كان بيننا صلى الله عليه وسلم، لما أقر احتفالات النواصب ولاستنكر حزن الروافض، فهؤلاء لا يمتون لسنته صلى الله عليه وسلم بصلة.
