El principio de la historia.

60 9 0
                                    

______________________
الوَآحِد مِن يَنآير..
"فَي لَيله مُزدحِمه"
____________________

الحَآنه سَاكِنه، يَعُمهآ صَوتُ خَطوآتِه الهَآدِئه، حَتى صَوتُ الكَؤوس وَهي تُوضع عَلى الطَآولآت يَبدو صَآخِباً في هَذآ الهَدوء.

خَآليه مِن أي رَوح غَيرُه، بَآرِده الجَو.
خطَيَ هَو بَعد تَرتيب المَكآن مُبتَلِعاً رَيقُه مُتجِهاً لِلمَسرح، تَفقد جَميع المُعدآت، تَأكد جَيداً أنهآ تَعمل بِأفضل حَآل.

وذلفَ نّحو دَورآت المَيآه، يُخرج السَجآئِر مِن جَيبه بَينمآ يَسير، يُثبتهآ فَي ثَغرِه ويُشعلهآ مُغطياً الشُعله بَيديه عَن هَوآءِ الشِتآء.

اتَخذ لهُ مَسآحةً أمَآم المِرآه فَرك يَدآهُ بِبَعضِهآ مُدفِئاً.
يُدخن وَيستند عَلى الجِدآر فَي ذلِك المَكان المُنغلق.

تَفكيرُه فَي كم هَو يَعلمُ أنهُ لَن يَنجح في تَهديء نَفسِه، بَدأ يَظهر فَي تَوتر تَحرُكآتُه.

يَسير فَي هَذِه الزَآويه وَتِلك.
يَرفعُ شَعرُه، يَأخُذ انَفآس.
يَستند عَلى المَغسله، يَدعكُ عَينآهُ.

"اللعَنه!".
صَرخ بِهآ رَآمياً السَجَآئِر مِن بَين أنَآمِلُه وَكأنهآ خَطأت في حَقِه، فَعل ذَلِك بِنَفآذ صَبر، وحَالَّمَا ادَرك هَذآ حَتى اخَذ يَسيرُ بِتمَآيُل غَير مُتزن مُستنداً بالجِدآر لِيَغلق المِرحآض جَآلساً عّليه رَآفِعاً رَأسُه بِتنهُد.

"أوه يَالك مِن مُوسيقي رَآئِع أحببتُ عَرضك".
شَخر بِسُخريه بَعد قَول هَذآ مُبتسِماً بِإستحقآر عَلى حَآلِه هَذآ.

اخَفى هَذآ المَلمح مِن وَجهه وَنَظف حَلقُه وَآقِفاً أمَآم المِرآه.
بَعد شَعوره بالتَنمُل في رَأسِه.
وفَكِه الذي يَشدُ عَليه بِغَضب.
لَكمَ المِرآه مُحطِماً أيآهآ لِيَتسآقط الزُجآج جَآرِحاً أيآهُ في يَدُه.

وَخرج بَعدهآ، عَآئداً لِلقَآعه الخَآصه بالحَآنه.
مُتجآهلاً تَمآماً الدِمآء التي تَسيلُ مِن يَده، مَآسِحاً عَرقهُ لِـ يَلطخ وَجههُ بِبَعض الدِمآء.

دَخل هُنآك، وَتوجهت جَميع الأنَظآر نَحوه وَكم كَره ذلِك ومَقتهُ.
تَقدم نَحوهُ ذَو المَلمحِ القَلق، يَودُ المُبآدره بِسؤآل، فَيلقى رَفضاً مِن مُجردِ نَظره، فَيترآجع.

"اعَتذر مِنهُم أن العَرض الرَئيسي قَد أُلغي".
قَآل مُنبهاً بَينمآ يَتجهُ لِزُجآجآت الكُحول، يَصنعُ لَهُ خَليطاً مِن هَذآ وَذآك.

"لَكنهُم أتَوآ خِصيصاً لِأجلِه..!وأنتَ تَعلم أنهُم مُستأجرين ذَوي شَأن، جَآك!".

"لَيو، أنَآ لَستُ بِعَآهِره جَآئِعه لِأقبل أن أُقدم هَذِه السَخآفه بَينمآ لَستُ في مَزآج لَهآ" أرَتشف مِن الكَأس الذي أعَدهُ مَآداً آخر عَلى الطَآوله لِجَآنِبه "لآ دَآعِ لَقولك هَذآ بَربك..، أعَني أن ذلِك سيؤثر عَلى دَخلنآ هَذه الفَتره".

قَآل رَآفِعاً الكَأس لِثَغره لَيوقفهُ جَاكْ وَآضعاً سَبآبتُه فَوق الكَأس مُبعداً أيآهُ عَن شَفتيه لِيلِف وَجهُه لَه "تَباً لِلدخل، وتَباً لِلمُستأجَرين عَزيزي، جَآك لَآ يَحكُمهُ حَآل غَير نَفسِه" أشَآر لّهُ بِـ وَجهِه مُميلاً أيآهُ نَحو الحُضور قَآئِلاً"هَيآ، إذَهب وأشبِع فَضول الكِلآب خَآصتُك".

أبَتلع رَيقُه بَعد سَمآع ذلِك الكَلآم لَيس لَلكَلآم، إمآ لِفعلتُه..
نَآدراً مَآ يَرآهُ في هَذآ المَزآج، لآذِع وَغير مُبآلي.

شَرب مَآ أحَتوآه الكَأس لِيَبتعد مُتنفساً الصُعدآء "تَزيدُ جَنوناً كُل يَوم وَتجرني مَعُك إلى دَآهيه".

"تَذكر أنك مَن سَعى إلي".
مُبتسِماً بِأستَفزآز لِتتَلآشى بَسمتُه بَعدهآ مُكملاً شَرآبُه.
..

"هَؤلآء الغَجر، يَحتآجون جَميعاً الدَخول في آله فَرم اللحَوم".
تَحجج بَعد أن القَى بِجسده عَلى الكَنبه.
قَد أنهى عَملهُ اخَيراً.
"إضَآفه لَكونك مَجنون، تتَحدث كَقاتل مُتسلسل".

صَمت لِلحَظآت لِيرُد عَليه بَعد أن إسَترآحت أنَفآسُه.
"هَي، لَيو".
"أجَل؟".
"تَوقف عَن القَآء هَذه التَعليقآت".
"حَآضِر".
"شَيء آخر..".
أسَتقآم مِن مَكآنُه مَموضعاً سّبآبتُه أسَفل ذّقنِه لِيسمع هَمهمه دّآله عّلى الإهَتِمآم.
"تَوقف عَن النَظر لِشَفتآي كُل مَآ تَحدثتُ لك، أتَحسبُ أني لآ أُلآحظ فَيكَ شَيئاً؟".
طَبطب عَلى وَجنتُه بِشكلاً عَنيف قّليلاً لَيسحب مِعطفُه الذي خَلعه مُعلقاً أيآهُ عَلى ذَرآعِه مُتجهاً لِلخَآرج.
"و أوه.." تَوقف قَليلاً لَيلتفت "طَآبت لَيلتُك، لَيو".
"كَيفَ لهآ أن تَطيب يَآ رَجُل...".

Osteria حيث تعيش القصص. اكتشف الآن