◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 13

122 12 0
                                    

" و بِـالـرَّغمُ مَـن صَـلَابَـتِـي .. لِـنـتُ لَـكِ ! "

-

أدار المقود بسرعه كبيره لجهه اليسار بينما كادت السياره تنحرف يمينا لتسقط من علي الطريق الذي كان مرتفع للغايه ، و لكن لخبرته الكبيره في القياده استطاع التحكم بالسياره ، كان يسير بها بسرعه كبيره يتخطي السيارات امامه بينما السيارات التي تلحقه لم تفقد اثره ، فكانت احداهما تسير علي يمينه فيراوغه سائقها بإنحرافه نحوه فينحرف هو بسرعه ناحيه اليسار ولكن يعود بسرعه لخط السير ، و بعد دقائق طويله من المطارده و الرصاص الذي يُطلق علي سيارتهم و التي كانت تحتوي علي اطارات لا تفسد بإطلاق النار ، و بالطبع لم يخلو الطريق من صراخ راسيل الذي كاد يفتك برأس فاليريو ، و أخيرا هبط من الطريق المرتفع و دخل إحدي الممرات الضيقه التي لن تستطيع السيارات الأخري الدخول بها لكبر حجمها ، أوقف فاليريو السياره ثم شد راسيل من يدها يجلسها علي المقعد ، ثم أخذ يربت علي خديها محاولا تهدأتها :
_ راسيل .. انظري الي ، لا تقلقي لن يحدث شيئ .
شهقت أكثر و هي تلتصق به بخوف فربت علي كتفيها يهدأها :
_ أنا خائفه فاليريو !
مسح فاليريو علي شعرها بلطف و هو يقول :
_ اهدأي و أعدك أنني سأعيدك لمنزلك سالمه ، لن يمسك سوء أعدك ، ثقي بي .
هزت رأسها و هي تتمسك به أكثر ، سمع صوت إحتكاك سيارات علي بدايه الشارع فنظر بسرعه ليري خمسه رجال ضخام البنيه يهبطو من السياره و هم يتوجهوا نحوه ، عاد فاليريو الي المقعد الخلفي ثم صاح براسيل :
_ اجلسي بمقعد السائق .
نظرت له بصدمه من كلامه :
_ ماذا ؟
صاح بصوت أعلي و هو يجهز أسلحته للاطلاق :
_ توجهي الي المقعد بسرعه .
صرخت بإنهيار و هي تقول :
_ لا أستطيع القياده جيدا !
_ هيا هيا أنا أثق بك .
_ لن أقود السياره مستحيل !
نظر الي النافذه ليجد الرجال يحملون الأسلحه و هم علي بعد خطوات قليله جدا منهم ، رفع سلاحه و هو يسحب زر الأمان ثم وضعه علي رأسها بتهديد و هو يصيح بها :
_ الي المقعد بسرعه !
صرخت برعب ثم انتقلت الي مقعده و هي تبكي بينما هو قفز الي مقعدها الأمامي بالسياره ، هكذا و لم تنتطلق .. فقط جالسه تبكي :
_ ماذا تنتظري ؟ ستتحركي بعد أن يقتلوننا ؟
_ أنا لا أستطيع قياده السياره مثلك ، ان لم نموت بسببهم سنموت بسببي !
وضع المسدس مره أخري علي رأسها و هو يصرخ بها بقوه :
_ صدقيني أن تموتي بسبب قيادتك أفضل من أن تموتي بين يداي ، تحركي يا لعينه !
انطلقت بسرعه بالسياره لا تعرف ماذا تفعل أو أين تتجه ، فهي لا تمتلك خبره جيده في القياده ، بينما الرجال عادوا بسرعه الي سيارتهم ليلحقوا بهم بعدما كانو علي بعد خطوه واحده منهم .
انطلقت السياره بقياده راسيل بسرعه كبيره لا تعرف أين تذهب ، بينما فاليريو يتأكد من الرصاص بالأسلحه ، أما هي تبكي و هي تندب حظها :
_ يا الهي ، سأموت بجانبك و ما أبشعها موته ،  أنا التي كانت أبشع تخيلاتي عن موتي أن أموت غريقه في تمريناتي الخاصه بالسباحه ، الآن أقود سياره و أنا أهرب من رجال عصابه بل و يطلقون الرصاص علينا ، لعنه الله عليك فاليريو و علي عائلتك كلها ، أريد أبي أعيدوني إليه .
تحدث فاليريو و عينه علي المرآه الجانبيه منتظرا أن تظهر أي سياره من الذين كانو يطاردونهم :
_ توقفي عن التذمر كـ الأطفال ، ستموتين بجانبي يا عزيزتي ، اتعلمين كم امرأه تتمني الموت معي؟
نظرت له راسيل و هي تتشنج ثم قالت :
_ و ماذا ستستفاد بعد أن تموت بجانبك ؟ هل سيعيدها وسامتك و أموالك من الموت ؟
_ و ماذا إن استطاعت وسامتي و أموالي إنقاذك من الموت؟
كادت ترد و لكنها صرخت بقوه بعدما عادت السيارات و هي تطلق عليهم الرصاصات مره أخري و لكن بشكل أقوي ، فتح نافذه السياره  ثم خرج منها و هو يطلق النار علي الإطارين الأمامين لإحدي السيارات فأنقلبت السياره بسرعه كبيره مما ادي الي تعطل السيارت الأخري ، صرخ بإستمتاع و قد بدأ يستمتع بالوضع و كأنه فاز في احدي الألعاب الإلكترونيه :
_ أنظري كيف أستطعت أن أقلب السياره و بطلقتين فقط !
نظرت له برعب و هي تقول:
_ ما الذي فعلته ؟ لقد قتلتهم !
إستدار بعينيه يطالعها بإستغراب :
_أتودين أن أخذهم بأحضاني ثم أشكرهم علي محاولتهم لقتلنا ؟
_ بالطبع لا ، ولكن كان يمكنك قتلهم بطريقه الطف !
_ حسنا أعدك بالمره المقبله سألقي عليهم النكات حتي يموتون من الضحك ، هل أنتِ مرضيه ؟
_ نعم ، تلك تبدو أفضل .
عادت إحدي السيارات لتلحقهم مره أخري ولكنها توجهت للأمام ، فـ قرر إعاده الكره مره أخري و هو يجهز سلاحه ثم خرج من النافذه ، ولكن هذه المره أخرج نصفه العلوي كاملا و كاد يطلق النار حتي ظهرت السياره الثالثه من العدم والتي كانت معطله أيضا مع السياره الثانيه فأصبح محاط بالسيارتين ، غافله سائق السياره التي كانت خلفه لأنه لم يرها فأطلق رصاصه ناحيته ، دخل بسرعه الي السياره و هو يتنفس بعنف ، بينما راسيل نظرت له بفزع و هي تتفحصه :
_ هل أصابتك الرصاصه ؟ هل أنت بخير ؟
_ لا تقلقي انا بخير ، لا تنظري الي و ركزي في الطريق .
كان يفكر ماذا سيفعل حتي يهرب من السيارتين ، حتي رأي منعطف علي جهه اليسار:
_ راسيل انظري .. ذلك المنعطف توجهي منه ، ولكن بسرعه .
وقبل أن تدخل للمنعطف أخرج جزء صغير من جسده ثم أطلق الرصاص علي الاطارات الخلفيه للسياره التي كانت أمامه ، فانقلبت السياره علي الطريقه بينما راسيل انعطفت لليسار بسرعه فلم تتأذي سيارتهم ، و بالتالي السياره التي كانت خلفهم اصطدمت بالسياره الاخري التي انقلبت علي الطريق فانقلبت هي الأخري و لكن بشكل أبسط .
ابتسمت راسيل بسعاده و قد تأكدت أنهم تخلصو من السيارتين :
_ فاليريو انظر .. لقد تخلصنا منهم !
ابتسم فاليريو و هو يري السعادة المختلطه بالخوف المرتسمه علي وجهها :
_ نعم تخلصنا منهم !
ابتسمت هي بفخر و هي تشير علي نفسها :
_ و الفضل لقيادتي الماهره ، لولاي لكنت الآن جثه هامده !
_ نعم الفضل لكِ ، كنت سأموت بدونك !
فجأه عبست مره أخري ، ثم بدأت تبكي بهستيريه و هي تنظر ليديها الموضوعه علي المقود :
_ يا إلهي .. ما الذي فعتله أنا ؟ أنا السبب في مقتلهم !
أغمض فاليريو عينيه ثم أعاد رأسه إلي الخلف يستند علي ظهر الكرسي ، أخذت راسيل تضرب المقود بيدها و هي تبكي :
_ لقد تورطت .. سيأخذون أرقام السياره من كاميرات المراقبه ، سيعتقلوني ، أصبحتُ قاتله !
أتاها صوته الهادئ المميت :
_ راسيل أنتِ لم تقتلي أحد ، أنا من فعلت .
التفت اليه بسرعه تحدجه بغضب بينما هو مسندا رأسه علي الكرسي خلفه و نظره مشخص أمامه :
_ كيف يمكن لك أن تكون بـ هذا البرود ! لقد كنت علي وشك أن تق ..
توقفت عن الحديث و هي تلاحظ يديه اليسري القابضه علي ذراعه الأيمن ، اقتربت قليلا و لكنها لم تستطع رؤيه شيئ بسبب سترته الداكنه ، رفعت أكمام الستره عن ذراعه بسرعه لتستطيع رؤيه ذراعه بوضوح .. ذراعه اللذي ينزف ، بسبب الطلقه الناريه التي كانت تتوسطه !

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن