3

1K 31 32
                                    

إرتجفت أيديّ الشاب المذعور ، مُمسكاً بهاتفه ناحية أُذنه

"... فلتأخذ شقيقك ... ليس هنالك داعٍ لإحضار الأموال ..."

تسببت تلك الجملة بتجمده تماماً ، تجمعت الدموع بعينيه و كُبتت أنفاسه

ظنناً منه أن أخيه قد لقي حتفه على أيدي هؤلاء المجرمين

ليسأل بتوترٍ هائل و بصوتٍ راجف بالكاد يصدر من حنجرته المتألمة

"... أرجوك ... مـ ماذا فعلتم به ؟! ... "

"... إنه بخير ... لذا فلتُسرع بأخذه ... فنحن لا نريد إذاءه و لم نكن نعلم أنه مريض ..."

لتنهمر دوعه يشهق مستعيداً أنفاسه التي كان كاتمها طول الوقت

تنهد بإرتياحٍ ممسكاً جبينه بكف يده الأخرى محولاً بجهد الإتزان و عدم السقوط

"... حسناً ... حسناً ... إني قادم ... أرجوك لا تؤذه ... "

أغلق الخط مسرعاً للطابق العلوي ، صعد السلالم راكضاً بسرعةٍ ، ليدخل إحدى الغرف التي تستلقي على سريرها سيدةٌ جميلة هالاتها السوداء و شحوبها لم يغطيا جمالها

و برفقتها رجلٌ جذابٌ و وسيم ممسكاً يدها بلطفٍ مواسياً إياها ، يقبل باطن كفها و يمسد بيده الأخرى خصلاتها الفحمية الطويلة

" ... سأذهب لأُعيد إيڤان ... سيعود اليوم ... "

لتستقيم السيدة و زوجها ينظران بعينيهما المتوسعة و المحمرة لشدة بكائهما

ينعقد وجهها لتنهمر من عينيها المبللتين المزيد من الدموع لكن هذه المرة دموع الفرح

تغمر وجهها بصدر زوجها الذي لم يكن أفضل حالاً منها ...

أسرع الشاب للخروج برفقة حراسه ، دخل سيارته و توجه للعنوان الذي أعطاه إياه إيدي ...

....................

رون : ... هييي ... عليك أن تكون سعيداً ... ستعود لمنزلك ... لما تبدو حزيناً هكذا ؟! ...

إيڤان بشرود محدقاً بالأرضية : ... إني سعيد ...

يحدق به الأشقر اللطيف مدركاً أن ما يقوله الآخر ليس صحيحاً فتعابيره اللطيفة إختفت لتُسبتدل بأخرى جامدة و باردة تماماً كالثلج .....

بعد مدةٍ ليست بطويلة ، إندفع شابٌ طويل القامة بملامح وسيمة ، شعرٌ فحميٌ داكن و بشرةً بيضاء نقية ، عريض المنكبين رغم رفع جسده المتناسق

حدق بسوداويتيه بأرجاء الكوخ ، ما أن إصطدمت كريستاليتيه السوداوتين بزرقاويتي الآخر حتى أسرع نحوه مندفعاً

لينقض عليه يُعانقه بقوةٍ و لهفةٍ شديدة ، شاداً عليه قدر المستطاع و كأنه يُحاول إدخاله و تخبئته داخل أضلعه ، بينما يذرف الدموع و يشهق ببكائه كالأطفال

مَطرَبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن