وصلوا جميعاً للمعبد المزين بمنحوتاتٍ و تماثيل غريبة ، الكثير من الزخارف و الأزهار
كان عبارةً عن بضعة أعمدة مهترئةً مصنوعةً من الرُخام الأسود ، متشابكين على شكل مكعبٍ يحيط صخرةً كبيرةً بالوسط بنقش وجهٍ صغير ، غير مُحددٍ إن كان طفلاً أم عجوزاً
و تحيط بالصخرة أعشابٌ كثيفة ، و بعض الأزهار البرتقالية الساحرة ، تشبه كثيراً الإقحوان ، لكنها أكبر و مائلةً للذهبي أكثر ببريقٍ خافت بين رحيقها
هبط الصغير عن ظهر الفحمي الداكن ، ليخطو بحماسةٍ و لطافة ناحية الأزهار ، يُحدق بعينين طفولية بأوراقها
تمعن الأخرون حول المكان الغريب ، ظناً منهم أنهم سيجدون معبداً فاخراً و باهظاً مليئاً بالقرابين و الأمور الغريبة و الذهب
لكنه يُشبه الردم و الحطام أكثر ، و كأنه بقايا معبدٍ تاريخي
جلس إيدي بجوار الصغير يبتسم لملامحه الليطفة
إيڤان بإنسحار : ... وجدتُها ....
إيدي مسلطفاً : ... أجل ... وجدتَها ...
أخذ بأطراف أنامله ذات الأظافر المائلة للزرقة ، يقطف بها الزهرة الجميلة ، يقطع ساقها بلطفٍ ، و يقربها من مرمى بصره أكثر
ليسرع بإخراج دفتره الممتلئ بالفعل بالكثير من الورود ، بل أصبح غابةً بحد ذاته ، بالأضافة للكثير من الكلمات و الكتابات الجميلة ، من جيبه
بينما يقطف الآخر زهرةً أخرى ليثبتها بين خصلات اللطيف فوق أذنه ، يُعطه مظهراً أكثر لُطفاً و طفوليةً ، لتزداد الزهرة جمالاً به ....
بترددٍ يمشي ذلك الهزيل بطوله المُميز ، خصلاتٌ فحميةٌ قصيرة و سوداويتين حادتين ، حول المكان ، بالقرب من شخصٍ معين ، لكنه يُكابر بالذهاب نحوه
عينيه تسترقان النظر له ، إلا أنه يُصر على مكابرته
تنهد بعمقٍ أكبر ، يُحدق بالسماء قليلاً ، منتعشاً بنسائم الريح الباردة
عاود النظر حوله ، ليجد صاحب الشعر البني الكستنائي بعيداً قليلاً بإحدى زوايا المعبد ، يُحدق بأمرٍ ما
حسم أمره و توجه نحوه ، بخطواتٍ مترددة يقترب منه
تنبه الآخر لخطواته و إقترابه ، ليشيح ببصره بعيداً ، يعاود تأمل بضعة الأواني النحاسية المهملة بالمكان
تقدم إيلان لجواره ، يتحمحم بصوتٍ خافت
إيلان : ... اهمم ... أردتُ ... أردتُ الإعتذار ... أنني أعتذر منك عن تصرفي ذلك اليوم ... و ما قلته لم أكن أعنيه ... فقط ... كنتُ غاضباً ... و قد أسئت الفهم ...
تباطئت حراكات أنامل الألطف الذي كان يتلمس بها النُحاسات
يشرد بعقله قليلاً ، يحدق بالفراغ ، هل سمع لتوه إعتذاراً من شخصٍ متغطرس ، شخصٍ ثريٍّ و نرجسي ، يظن أن الجميع قادمون لسرقته و خداعه ؟!
أنت تقرأ
مَطرَبان
Romanceخديجٌ يحلم برؤية العالم حوله ، ليقع له خاطفه ، ملبياً جميع رغباته و أُمنياته ، بوجود شقيقه المحب و مفرط الحماية ، برفقة بعض الأصدقاء اللطفاء .... bl / مثلي عاطفي / دراما / رومانسي / شريحة حياة