مَطرَبان

8

عاد الأصدقاء الثلاثة للجناح بعد مدةٍ من بحثهم بالأرجاء ، متأملين عودته قبلهم ، لكن أملهم خاب ، فلا وجود لأثره

عاود الأكبر بينهم محاولة الإتصال به إلا أن الآخر لا يُجيب

رون : ... أتمنى أن يكون بخير ... ماذا إن حدث له مكروه ...

إيدي : ... لا تخف ... سيكون بخير ... دعنا لا نذعر الآن ... يجب علينا إيجاده ...

عاود الإتصال مجدداً ، ليُفتح الخط

إيدي بتوترٍ مفرط : .... ماكس ... أين أنت ... أحمق أين إختفيت بحق السماء ...

"... إهدأ ، ماكس الآن نائم ، نحن بالمستشفى ... "

لتتوسع القهوائيتين بصدمة ، تحدقان بعدستي كل من صديقيه الآخرَين ....

.......................

*** ذعر أفحم برؤية حبة الكستناء ، مستلقٍ أرضاً متكئاً بجذعه و رأسه على إحدى خزانات المياه

يديه المجروحة تستقر بأحضانه و الدماء تغطي ملابسه

وجهه مُرهقٌ بشدة ، مُغمضاً عينيه المنتفختين لشدة تعبها و بكائها ، و أنفاسه متباطئة

أسرع الآخر بخلع قميصه و تمزيقه لنصفين ، أمسك بكتفيه يمدده أرضاً ، و يأخذ بهاتفه يطلب الإسعاف

ليقوم بعد ذلك مباشرةً بوضع قطعتي القماش على كلتا رسغيه المقطوعة ، يمسكهما بيديه و يضغط بكامل قوته بينما يثبتهما فوق صدره

إيلان : ... أيها الأحمق ... فلتستيقظ ... أجبني ...

يهز يديه ببعض القوة محاولاً إيقاظه ، ليأن الآخر بخفوت لتألمه و دواره

زرقاويتيه التي تظهر أقل من ربعها تتحركان بغير ثبات ، ببطئٍ و إرهاق

إيلان : ... إستيقظ ... فلتفتح عينيك ... لما فعلت ذلك ... أحمق ...اتحاول الموت فقط لمجرد شجارٍ بسيط ... ألم يكن بإمكانك مشاجرتي بدلاً من هذا ... أنتم حقاً أغبياء ... لا أعلم لما ورط نفسي معكم ...

يستمر بضغط جرحه محاولاً إيقاف النزيف الحاد ، كلتا قطعتي القميص إمتلئتا بالدماء

و معها تلوثت يدي الآخر و ملابسه ، قميصه الداخلي الأبيض الذي يغطي جسده قد تحول للونٍ أحمر قرمزي

أفلت إحدى رسغيه ليضمهما سوياً بيدٍ واحدة يضغط عليهما بكامل قوته ، و باليد الأخرى يتتبع الشريان الرئيسي ليقوم بالضغط على نقطة معينة بقوةٍ مطولاً

إستمر بالضغط هناك لما يقارب الخمسة عشر دقيقة إلى أن توقف تدفق الدماء الغزير

أبعد أصابعه ليوجه يده لوجه الآخر يُحاول إيقاظه ، يربت بخفة على وجنتيه عدة مرات

إيلان: ... إستيقظ ... ماكس فلتستيقظ ... فلتجب ....

مهما حاول لا يستجيب الآخر ، إلى أن أمسك بفكه ببعض القسوة ليصرخ بأسمه بوجهه بقوة جعلت من الآخر يستيقظ فزعاً