15 ( الأخير )

541 22 10
                                    

بلطفٍ يجلس فحمينا اللطيف بأحضان ذلك أسمر ، بسريرهما الدافئ ، ينعمان بلحظاتهما من السكينة و اللطف ، الهدوء و السلام

يداعب برقة أنامل الأكبر التي تحيط ذراعيه جذعه و رأسه مستندٌ على رأس الأصغر

يجلسان بغرفةٍ رطبة بفعل أجهزة الترطيب ، يحدق إيدي بأجهزة الصغير التي تملئ الأرجاء ، خزنةٌ طبيةٌ مليئةٌ بالمستلزمات و الأدوية

جهاز إنعاشٍ و آخر للتنفس و آخر لنبضات القلب و الكثير من الأمور الأخرى ، جعلته يشعر انه داخل مستشفى بحد ذاتها

إيڤان بهدوء : ... سيأتي إيلان بعد قليل ...

يهمهم الآخر بإستفهام

إيڤان : ... ااهمم لا شيء إنه إجراءٌ روتيني ... عليَّ تبديل أنبوب عنقي ....

إيدي بفضول : ... هل يؤلم ؟!! ...


إيڤان : ... هممم إنه مزعج ... لكني إعتدت عليه ... لا تقلق الأمر بسيط ...


قرع باب الغرفة ، ليأخذ الأكبر برداءه مغطياً جسده العاري و يعطي للآخر ردائه أيضاً و الذي بدوره تبسم و أخذ بإغلاقه بإحكام

تلتقي السوداء و القهوائية ببعضها ، يمرر حدقيتيه على سائر مظهر منافسه ، ليهم متجاهلاً الأمر بالدخول لشقيقه

مربتاً بلطفٍ على فروة رأسه ، متوجهاً ناحية خزنته الطبية

أخذ بحقيبةٍ غريبة ، يضعها بجانب الصغير مشيراً  له للإستلقاء ، ثم أخذ بوسادةٍ رقيقة ، يضعها أسفل عنقه جاعلاً من رأسه يعود للوراء متيحاً مجال أكبر لعنقه بالإنفراد

بينما الأكبر بينهم يحدق بإستغراب و يشعر بالقشعريرة بمجرد رؤية النبوب

أخذ إيلان بكفين طبيين و بعض المحاليل الملحية و مزلقٍ بقاعدةٍ مائية و الأكياس و القطن و الكثير من المستلزمات

فك ربطة الأمان بهدوءٍ و تروي و المستلقي ، بيده يمسك بالأنبوب مثبتاً إياه جيداً

لييقوم شقيقه بتطهير المكان ، يخرج السدادة ، يأخذ بجهاز الشفط حرصاً لعدم وجود أي إفرازات أو إنسداد بالأنبوب قد يسبب أذيةً له

أنهى تفريغ الأنبوب ، ببطئ و هدوء يقوم بسحبه خارجاً و باليد الأخرى بسلاسةٍ  و إحترافية و خفة  يدخل أنبوباً آخر بعد أن قام بتجهيزه مسبقاً

محكماً عليه بيده بينما الرقيق يلتقط أنفاسه بسبب نوبة سعالٍ قوية إثر ذلك

إيلان : ... لا بأس ... فلتأخذ وقتك ...

عاد هدوءه و إلتقاط أنفاسه ليأخذ الآخر بالسدادة يغلق الانبوب ليتسنى له تحريك يديه براحةٍ أكبر

يعيد وضع أربطة الأمان ، يعقد إحداها على أحد الجوانب أولاً ثم بالجانب الآخر ليعاود اللطيف مسك الأنبوب و تثبيته و الآخر يحكم إغلاقه خلف عنقه

مَطرَبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن