11

463 16 3
                                    

تم إخضاع الصغير لعملية قلب مفتوح لإجراء تغيرٍ ببعض الصمامات الشريانية المُتضررة

الجميع منتظرين بتوترٍ و قلق بممر الإنتظار أمام غرفة العمليات

القلق و التوتر أكبر كونها ثاني مرة لذات العملية و ذات التأثير و المخاطر ....

...
مر ما يقارب الخمس ساعات ، خرج الممرضين يجرون معهم سريراً يرقد به ذلك  المُرهَق ، نائماً بعمق ، جاعلاً من جميع عائلته و أصدقائه تُذرف دموعهم بغير إدراك

متجهين به لغرفة العناية المركزة ، لإكمال تكبيله بالمزيد من الأجهزة و المحاليل

أنبوب أكسجين بفمه يصل لقصبته الهوائية و أنبوب آخر بأنفه صغير و يتدلى خلف أذنيه ،  عدة انابيب أخرى من الصدر ،  ضمادة طويلة و كبيرة فوق الشق و الكثير من الحساسات موضوعة على صدره المكشوف المضمد  تغطي باقي جسده ملائةٌ رقيقة 

قسطرةً بولية وأسلاك تنظيم ضربات القلب ،  يديه مكبلة بعدة محاليل من بينهما كيسٌ من الدماء ،

أنهوا تكبيله و أمالوا رأسه للجانب الآخر حذراً من بلع لسانه أو الإختناق بلعابه

المعقمات و بضعة قطراتٍ من الدماء تغطي جسده ،و الاقمشة حوله

أجهزة قياس مؤشراته الحيوية تحيط سريره ، و العديد من الأمور الطبية الأخرى

الآخرون يقفون خارج الغرفة و يحدقون به من خلال النافذة الزجاجية

منهم من يتلون صلواتاً و منهم من يذرفون الدموع

لم يستطع الداكن ، رؤية محبوبه بهذه الحالة ليهرع بسرعةٍ خارج المشفى

توجه للفناء بالتحديد ، يجلس على إحدى الكراس ، يبكي بحنق ، شهقاته تعلوا و وجهه منعقد ، كتفيه يهتزان و صوت بكاءه الراجف يملئ الأرجاء ، يتكئ بمرفقيه على ركبتيه و بيديه يُمسك رأسه شاداً على شعره بين أصابعه ...

...

بعد مدةٍ من إراحة قلبه و روحه ، شعر بجلوس إحدهم بجانبه ، إلتفت ليجد سيدةً شابة ، لا يبدو عليها العمر أبداً أو إنجابها للأطفال ، تبتسم بوجهه بلطفٍ بعدستين زرقاوتين ورّثتهما لصغيرها

تُربت على فروة رأسه برقة ، ليشرق الآخر ماء أنفه و تنهمر المزيد من دموع عينيه ، لتأخذه بخضنٍ دافئ و حنونٍ جداً ، تبعث له مشاعر الأمومة التي حُرم منها سنواتاً عديدة

" ... لا بأس ... لا تقلق ... إنه بخير ... سيكون بخير ..."

إيدي : ... إنه لطيفٌ جداً على كل هذا ...

" ... أعلم ذلك ... صغيري لطيفٌ جداً و لا يستحق كل هذا ... لكن الأمر سيمر ... مثلما صمد من قبل ... سيصمد الآن أيضاً ..."

لتُقهقه بلطفٍ ، تمسح دمعاتها التي تأبى التوقف ، إعتدل كلاهما بجلوسهما ، يحدقان بالبركة أمامهما

مَطرَبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن