الأول

230 10 10
                                    

فى مدينة إنجلترا
في إحدى الليالي المظلمة للقرن التاسع عشر
وفى أحد الأحياء الفقيرة داخل أحد المنازل المهترئة دخل خمسة أشخاص خِلسة من إحدى نوافذ المنزل المحطمة
خمسة أشخاص من بينهم قائدهم المقنع
تفرقوا داخل المنزل وقاموا بقتل ساكنيه
حيث يقومون بكتم أنفاسهم وقطع حناجرهم بسكين حاد
انتهوا وفروا خارج المنزل تحت صوت الرعد و شعاع البرق الذي أنار السماء مُنذرا بعاصفة تقترب

*فى صباح اليوم التالي*

دخل رجل مسن إلى أحد المخابز البسيطة فى المدينة
قال بصوت مرح: الرائحة زكية مثل كل يوم يا صغيرة
ابتسمت قائلة: جيد إذا لقد وجدت ما أبرع فيه
قال: إذاً أحضري لي بعض المخبوزات الطازجة مثل كل يوم
قالت: أكيد فلتسترح قليلا
غابت بضع لحظات ثم عادت بحقيبة ورقية قد وضعت فيها طلبه
قال: شكرا لكِ، صحيح يا ابنتي فلتأخذي حذرك فلقد انتشرت الجرائم هذه الفترة
قالت بتعجب: جرائم؟ أية جرائم؟
قال: عليكِ متابعة الصحيفة لتعرفي أخبار البلاد
قالت: أنا لا أهتم كثيرا لهذه الأمور طالما مخبزي يعمل جيدا فلا بأس
قال: حسنا، ماحدث هو أنهم وجدوا عصابة التنين مقتولة هذا الصباح جميع أعضائهم تم نحر أعناقهم
قالت: أوه هذا سئ حقا حتى لو كانوا مجرمين لما يتم قتلهم هكذا؟
قال: من رأي أنه طالما أن الشرطة لا تستطيع ردعهم فلا بأس، على كُلٍ هم مجرمون فى النهاية
هَمَّ واقفا واستند على عصاه وقال مغادرا: أراكِ غدا يا ابنتي وآمل أن تكوني بخير
لوحت له بيدها وعلى ثغرها ابتسامة رقيقة

إيلين فتاة شابة في الرابع والعشرين من عمرها
تعيش بمفردها في منزل صغير بجوار مخبزها الذي قامت بشرائه من مدخرات أهلها المتوفون بسبب غارات من اللصوص على قريتها السابقة

تبدأ عملها في المخبز عند السادسة صباحا وتغلق عند الخامسة مساءا لتعود إلى منزلها الصغير لتحتمي فيه من شرور المدينة التي تنشط ليلاً

كانت الساعة الرابعة والنصف وقد قل زبائن المخبز وإيلين تُعد نفسها للإغلاق وبينما هي منشغلة بأعمال التنظيف دخل شاب يرتدي بذلة سوداء ويضع قبعة فوق رأسه يُخفي ملامحه بها
توقفت إيلين عن التنظيف وتحركت لتكون في مكانها خلف منضدة الطلب

تقدم الشاب وهو يبتسم وقد رفع رأسه لتتضح ملامحه

إيلين: كيف أساعدك اليوم سيدي؟
قال: أنا زائر في هذه المدينة وقد علمت أن مخبزكِ يقدم أنواعاً فاخرة من المخبوزات لذلك أردت أن أجرب بنفسي
إيلين بإبتسامة: سعيدة لحديثك سيدي سأقدم لك أفضل الأنواع التي أعدها، لحظة من فضلك

غابت لعدة دقائق ثم عادت وهي تحمل حقيبة ورقية
إيلين: أعتذر كنت أعيد تسخينها لتكون طازجة ولكن إذا أزعجك هذا يممكني أن أخبز شيئا جديدا ولكن ستضطر للإنتظار بعض الوقت
قال وهو يمد يده ليأخذ الحقيبة: لا لا شكرا لكِ وأيضا أنا من تأخرت شكرا جدا لتقديمها ساخنة وأنا واثق أنها ستكون لذيذة
إيلين: أتمنى هذا سيدي فلتستمتع بها

عصابة القناعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن