استمتعوا~
كيف بدأ الأمر؟
التدخين سيء.
متى بدأت شركات التبغ بوضع تحذيرات على علبها؟
كان ذلك عندما بدأت امرأة تدخن بنهم شديد أدى إلى إدمانها عليه وإصابتها بسرطان الرئة لتقول بعد ذلك "لم أكن أعرف أنه مضر ويقع اللوم بأكمله على الشركات التي لم تنبهني على مثل هذه الحقيقة المهمة"حدث هذا منذ زمن طويل على الأرجح، في زمن لم تكن الانترنت موجودة حتى.
'التبغ مضر للصحة' على العلب أولا.
ثم بدأت لافتات منع التدخين تنتشر، في الأماكن العامة والعائلية، في غرف الانتظار، في ردهات الفنادق، في المشافي وأخيرا في المطارات حيث يجلس رجل ياباني يبدو عليه الثراء من بذلته البريطانية وربطة عنقه الزرقاء الداكنة، في آواخر خمسيناته- لحظة.. نحن نصف الرجل الخاطىء، الكاميرا تتوجه للجانب قليلا ليدخل الشاب المقصود في الإطار. أجل هذا هو من يفترض بنا وصفه (حامل الكاميرا يعتذر)شاب كوري جالس ببعض اليأس المنتشر على وجهه في مقعد بجانب ذلك الرجل الخمسيني في ردهة الانتظار في مطار مدينة هوكايدو اليابانية، الرحلة إلى كوريا لأول مرة بمفرده تماما ينتظر نداء طائرته.
أولا هو شاب ذو ملامح ناعمة وحادة في نفس الوقت الأمر يعتمد على الموقف والمكان والناس الذين يتواجد حولهم. الآن يبدو ناعما لكنه وبوضوح حزين للغاية.
ثانيا هو طالب جامعي في سنته الأخيرة -سيحصل على شهادة الماجيستير في الهندسة الكهربائية-
تعليم عالي في اليابان في جامعة هوكايدو ثم الانتقال الى جامعة سيول الوطنية لإكمال دراسته. مستقبل باهر بالفعل، لمَ الحزن إذاً؟
ثالثا، أمضى حياته بأكملها في هوكايدو برفقة والديه، أصدقائه، زملائه، جيران حيّه وأناس عشوائيين مثل مالك حانته المفضلة والبائع في البقالة القريبة من منزله التي كان يشتري منها ورق الحمام والراميون الكوري.ترك حياة بأكملها فقط لأجل شهادة ماجيستير لجامعة سيول الوطنية، بالطبع تلك الشهادة ذات نفوذ اكبر من شهادة جامعة هوكايدو للهندسة والعلوم.
كان القرار قرار والديه، بالطبع لم يرغمانه كان مجرد اقتراح وهو قَبل بل وطار سعادة عندما قُبل تحويله إلى جامعة سيول الرائعة لكنه أدرك مدى غباء قراره الآن وهو ينتظر وحيدا في المطار يضع يدا على خده مع ذبول غاضب عليه، أجل ذبول غاضب.
لمَ لم ينتقل لجامعة طوكيو؟ لأن الفتى كوري الأصل أبا عن جد وسيكون العودة إلى حيث نمت جذور عائلته أفضل، لا يزال صغيرا بامكانه صنع المزيد من الأصدقاء، ذلك سيكون متعبا لأنه سيتوجب عليه التركيز على مشروع تخرجه ما يعني أنه لن يلتهي للحفلات وليالي الأصدقاء، لديه كمّ من المسؤوليات التي عليه خوضها بمفرده.الدعم النفسي سيكون شبه معدوم، سيتعين عليه أيضا إيجاد عمل بدوام جزئي ليتمكن من تناول وجبات محترمة وليستطيع التنقل في القطارات والباصات وسيارات الأجرة.
الحياة صعبة بالفعل! لهذا الفتى بيكهيون لا يملك أدنى سبب ليبتسم الآن وهو ينتظر نداء طائرته.
أنت تقرأ
L'autre Côté
Fanfictionلأي درجة ستتخلى عن نفسك عندما تقابل تشانيول وعائلته؟ CHANBAEK FANFICTION.