دمشق تغمرها ظلمة... تلاشت زينتها وبدت المدينة كراهبة مكتئبة،وعلى باب جيرون كان راس الحسين مصلوبا،حيث صلب راس يحيى بن زكريا.دمشق صامتة كأن على راسها الطير،وفي باب الساعات كانت حية من نحاس تخرج راسها المثلث في كل ساعة،فتسقط حصاة في اناء نحاسي وكان غراب من نحاس يشير الى الوقت دون اكتراث،وهو الزمن يعود الى الوراء... يستعيد حوادث قديمة... قديمة جدا.
كان صوتي يحيى بن زكريا يدوي في السجن:
-اه من الخليعة العاهرة ابنة بابل!
يرجمها الناس بالحجارة فتزول الاثام من الارض والا فسترتدي السماء ثوب الحداد ويصير القمر بركة من الدم وستسقط النجوم على الارض وسيحل الرعب في قلوب الملوك.
كانت "سالومي" تصغي بحقد الى كلماتي
يحيى تفجر الغيظ في صدرها وزادها الشيطان فتنة.همست في اذن هيرودس:
-سارقص من اجلك
وجن هيرودس:
-اعطيك ما تشائين امنحك نصف مملكتي
اغرقت الجواري سالومي بالعطور.
هتفت بخلاعة:
-بقدمين عاريتين سارقص لك... بقدمين مثل حمامتين بيضاويين سارقص لك.
هب هيرودس من عرشه:
-آه... رائع... عظيم! لقد رقصتِ من اجلي اقتربي يا سالومي ساعطيك كل ما تشتهين اقسم بالهتي.
خرت ابنة بابل عند قدميه:
-اريد ان تقدم لي في طبق من الفضة راس يحيى.
-لا... لا يا سالومي
-ولكنك اقسمت بالهتك
-لن افعل اطلبي مني شيئا اخر اعطيك نصف مملكتي
-اريد راس يحيى
لعبت الخمرة براسه وانتزعت اصابع ابنة بابل خاتم الموت من يده وسقط راسه يحيى ابن زكريا عند قدمي سالومي في طبق من الفضة كان راس يحيى يتالق في الظلام.
وقالت سالومي منتشية:
-ان عينيك اللتين كانتا مخيفتين قد اغلقت الان, ولسانك لا يتحرك, لن يقول شيئا هذا اللسان, انا سالومي ابنة بابل،الاميرة اليهودية،ما زلت احيا اما انت فقد مت... لقد اصبح راسك ملكا لي افعل به ما اشاء سوف ارميه لنسور السماء.
ارتجف هيرودس لهذه الراقصة تتشفى من يحيى صرخ بهلع:
-هذه المرأة تعجب الشرور
وخاطب جنوده:
-اطفئوا المشاعر
كان يريد الهروب وفيما هو يغادر قاعة الحفل حانت منه التفاتة كانت سالومي ما تزال تخاطب راس النبي كانت تحمل طبق الفضة وتدور به -مجنونة- اروقة القصر.
صاح هيرودس بجنوده:
-اقتلوا هذه المرأة
وتدافعت جنود لسحق امراة داعرة،فسقطت ممزقة وعلى وجهها اثار رعب وخوف وكان وجه يحيى يسطع نورا.
وبدا قصر هيرودس مخيفا... نوافذ مشرعة تعصب بها الريح من كل مكان.
راس الحسين ما يزال مصلوبا على باب جيرون،الرهبان ينظرون اليهم من بعيد فيرون ملامح يحيى بن زكريا فتفيض اعينهم من الدمع حزنا.
أنت تقرأ
إمرأة أسمها زينب "رواية"
Spiritualولئن جرت علي الدواهي يا يزيد مخاطبتك اني لاستصغر قدرك. -زينب