مرت أعوام والمهرة التي ولدت لحظة عاشوراء أضـحـت فـرساً
تسابق الريح.. ودارت الأرض دور الرحى.
يغرب تلعق جراحها العميقة. أغار عليها جند الشام واستباحوها
ثلاثة أيام بلياليها... فتل رجال كانوا حول النبي... كانوا سبع سنابل
خضير: في كل سئيلة مائة حبة
السيوف الأموية تحصد بلا رحمة حتى رؤوس الاطفال، بـفرت
يطون الحبالي، واستبيحت ألف عذراء.. وبايعت المدينة يزيداً، جارية
دليلة
عاد أبوسفيان يقود القبائل وهو يهتف: أعـل هـيل؛ والاحـزاب
يعبرون خندق النبي بعد أن دموه في كربلاء، ونادى مناد
ـ يا أهل يثرب لا مقام لكم
المدينة تحصد بذاره السقيفة».
وفي مكة، كانت المجانيق تقصف الكعبة من فوق رؤوس الجبال
فاحترق جانب منها.. الشيطان يصب حممه فوق بيت الله
ست الله .. وجند
الشام يرمون الكعبة بكتل النار الملتهبة، ثم يتجهون اليها وقت الصلاة.
ويزيد في رحلة صيد أسكرته نشوة الانتصار، والأرقط ما يزال
جائماً على صدر الكوفة يسومها سوء العذاب... يذبح أبناءها
ويستحيي نساءها
الضمير الذي خدره «معاوية» يستيقظ في قلب الليل، يتململ...
فيه.. يتخفف من إثم رهيب حول الحياة الى
يبحث عن جد
دل لايطاق
لقد ولد الحسين من جديد.. وها هي بنت محمد تقدم وليدها الى
الدنيا شملة متوقدة يحملها الأحرار في كل زمان ومكان.
الافاعي ما تزال تتلوى في قصر الأمارة.. تلدغ كل من يصادفها
وقد قر الأرقط الى الشام بعد أن هلك سيده، وظهر في الكوفة رجل
يصرخ: بالثارات الحسين رجل ذرف على الستين؛ يدعى «المختار»
قال ابن سعد محذراً
ابها الامير ان المختار اشد خطراً من سليمان، فابن صرد قد خرج
- ٧٤ -
من الكوفة يروم قتال أهل الشام.
وقال الايرص:
اجل ايها الامير أرى أن تودعه السجن.. أو تقتله.. تتغدى به
قبل أن يتعشى بنا
لا أحد يدري كيف استيقظت الكوفة.. نقضت عن نفسها العـار
وهبت بشعار كانت قد نامت عنه خمس سنين؛ يوم كان مسـلم بـن
عقيل سفير الحسين ينادي في دروب الكوفة وحيداً: يا منصور أمت
هبت الكوفة تصرخ بجنونة: بالثارات الحسين.
وسقط قصر الامارة في أيدي التاثر ين: فيها فر الجلادون لا يلوون
على شيء
كان الابرص قد فر باتجاه الجنوب مشدوهاً يفكر بكليات قالها
الحسين في كربلاء:
ـ والله لا تليتون بعدها الأكريها تركب الفرس حتى تدور بكـم
دور الرحى وتقلق بكم قلق الصور.. عهد معهود عهده الي أبي عـن
جدي رسول الله .
وتجسدت صورة الحسين وهو يرفع يديه الى السماء كنبي يستمطر
اللعنة على قوم كذبوه:
ـ اللهم احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسني يوسف
_vo_
وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مصبرة.. والله لا يدع احـداً
منهم الا انتقم لي منه.. قتلة بقتلة، وضربة بضعرية، وانـه لينتصر لي
ولأهل بيتي واشباعي.
تحققت نبوءة الحسين. صارت المهرة فرساً تركب، تسابق الربح
وظهر «المختار الثقفي» في قبضته سيف الانتقام.
فر الجلّادون تحولوا الى فتران خائفة اختبأت في جحورها
تر نجف، وكان سيف الفنار يطاردها.. يحقق نبوءات الحسين.
وفي ساعة غضب مقدس، تحولت جـحور الفئران الى انقاض
ورکام
قال المختار وهو يودع «ابن الاشتر» قائده الشجاع
- بق رأس الافعى.. بقي رأس الارقط ؛
هر ابراهیم رايته بشده
تحرك سبعة آلاف مقاتل يحملون في صدورهم قـبسـاً مـن روح
الحسين، وصهيل فرس غاضية تدوي في الاعماق.
أنت تقرأ
إمرأة أسمها زينب "رواية"
Spiritualولئن جرت علي الدواهي يا يزيد مخاطبتك اني لاستصغر قدرك. -زينب