11

27 4 2
                                    


راس الحسين في طبق من ذهب بين يدي يزيد... وكان ابن معاوية ينكت ثغر السبط بقضيب في يده.

التفت الى ابن بشير وكان يوما ما اميرا على الكوفة:

-الحمد لله الذي قتله

قال الانصاري بحزن:

-لقد كان ابوك يكره قتله

-قد كان ذلك قبل ان يشهر سيفه, ولو شهر سيفه على ابي لقتله.

-وقال رجل راى النبي وسمع حديثه:

-اشهد لقد رايت النبي يرشف ثناياه وثنايا اخيه الحسن ويقول: انتما سيدا شباب اهل الجنة قتل الله قاتلكما.

استشاط سليل اكلة الاكباد،وما اسرع ان تناوشته الجلاوزة وسحل الى خارج القصر.
وكان رسول القيصر يتامل راس الحسين وفي اعماقه تموج تساؤلات:

-ان عندنا في بعض الجزر حافر حمار عيسى, ونحن نحج اليه في كل عام ونهدي اليه النذور،وانتم تقتلون ابن نبيكم؟!

نهض النصراني وتقدم بخشوع ليقبل راس الحسين.
تخيل نفسه يعانق يحيى بن زكريا او المسيح بن مريم.

استشاط ابن معاوية غضبا،فتدحرج راس النصراني الى جانب راس الحسين،وسمع من له اذن واعية راس السبط يتمتم:

-لا حول ولا قوة الا بالله

والتفت يزيد الى فتى الحسين:

-أرأيت صنع الله بابيك؟!

قال الفتى:

-رايت قضاء الله

تمتم يزيد بنفاق:

-ما اصابكم من مصيبة فيما كسبت ايديكم

قال سليل الانبياء،:

-"ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبراها ان ذلك على الله يسير لكيلا تاسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم"

وبدا الفتى وهو في الاغلال كاسد اوثقه الصياد فخاطب يزيد:

-ما ظنك برسول الله لو يراني على هذه الحال؟!

ونهض خطيب السلاطين وامعن في مدح معاوية ويزيد وسب علي والحسين فصاح به الفتى:

-لقد اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار.

وكان رجل شامي ما برح يتطلع الى بنات محمد فنظر الى فاطمة بنت الحسين واتمنى ان يهبها له الخليفة جارية تخدمه.

تعلقت الفتاة بعمتها زينب كغريق يتشبث بعمود من اعمدة سفينة محطمة تتقاذفها امواج الطوفان.

قالت زينب بثبات:

-لا تخافي لن يكون ذلك ابدا

رد يزيد متغطرسا:

-لو شئت لفعلت

فقالت ابنة علي:

-الا ان تخرج عن ديننا

-انما خرج عن الدين ابوك واخوك

-بدين الله ودين جدي وابي واخي اهتديت انت وابوك ان كنت مسلما.

-كذبتِ يا عدوة الله.

-انت امير مسلط تشتم ظالما وتقهر بسلطانك.

عوده الشامي الاحمق:

- هبها لي امير المؤمنين

ودي يزيد لو يسحق هذا الاحمق فنهره بشدة:

-وهب الله لك حتفا قاضيا

اطبق الصمت على المكان وكان التاريخ يتساءل عن المنتصر في كربلاء؛يزيد ام حسين. فنهضت إمرأة رافقت الحسين على قدر تقول كلمتها معبرة خالدة:

-صدق الله سبحانه حيث يقول"ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوأى ان كذبوا بايات الله وكانوا بها يستهزئون"اظننت يا يزيد حيث اخذت علينا اقطار الارض وافاق السماء فاصبحنا ننساق كما تساق الاسارى ان بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة.... فمهلا مهلا انسيت قول الله تعالى"ولا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيرا لانفسهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين"... فوالله ما فريت الا جلدك، ولا حززت الا لحمك،ولتردن على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بما تحملت من سفك دماء ذريته،وانتهك حرمته في عترته.... وحسبك بالله حاكما وبمحمد خصيما،وبجبرائيل ظهيرا،وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين بئسا للظالمين بدلا وايكم شر مكان واضعف جندا.ولئن جَرَّت علَيّ الدواهي مُخاطبتَك، إنّي لأستصغرُ قَدْرَك، فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها ( أي لا تغسله )، وهل رأيُك إلاّ فَنَد، وأيّامك إلاّ عَدَد، وجمعك إلاّ بَدَد!! يوم ينادي المنادي: ألاَ لَعنةُ اللهِ علَى الظالمين !

تضائل يزيد حتى اصبح كذبابة او يكاد،وربما لاول مرهدة ايقن ان الحسين لم يقتل بعد وانه ما يزال يقاتل في كربلاء وها هو الان على ابواب دمشق فلعن في نفسه ذلك الارقط الاحمق،انه لم يقتلهم جميعا،ها هي زينب تحمل قلب الحسين وفصاحة علي وهيبة محمد وها هي الشام تتساءل عن رجل اسمه الحسين وعن امراة اسمها زينب.

إمرأة أسمها زينب "رواية"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن