الفصل الثاني.

1K 72 416
                                    




تعليقاتكم على الفقرات تسعدني اكثر من الڤوت🫶!
قراءة ممتعة !
————————————







بعدَ يومِ عملٍ شاقٍ آخَر، إستقلّ لَاو أحد الحافلَات كَي يعُود للمنزِل، جلسَ في كُرسِي قرِيب من النّافذه وبعِيد عَن الجمِيع لا يُحب الجلُوس بجَانِب أحد.

لم تكُن الحافلِه مليئة بالنّاس فـلقَد كانَ هُنا ثلاثَة أشخَاص غيرِه ربّما، وضعَ سمّاعات رأسه وهو يتأمّل من النافذِه لَون سمَاء الّليل القاتِم، ليبدَأ بعدَها بسمَاع أغانِيه المُفضّله مُتجاهلًا صَوت محادثَة إثنَان مِن الرّكاب، وصَوت أحد الرّكَاب الذي كانَ يتشَاجر مع السائق عَن سُوء التّكييف.

وصلَ لمحطّه قرِيبه من الحَي الذِي يسكُن به، لينزُل بعدَها واضعًا يدَيه في جيُوب بنطَاله الضّيق ماشيًا لطرِيق منزله.. لا يُطيق الإنتظَار للعودَه لأخذ قسط من الرّاحه والحصُول على حمّام بارِد ينشّطه في هذا الجَو.

حينمَا وصَل للمنزِل، أبعَد سمّاعَات رأسه و وضعَها حوَل رقبته، ليتحدّث بصوتٍ عالٍ مُتعَبٍ وغيرِ مُبالي "كورازُون لقَد عُدت.."

لَم يُجِيبه أحد.. أمالَ شفته السُفليّه بإستغرَاب وتفحّص غرفة المعِيشه والمُطبخ ولَم يجِده، فتحَ الثلّاجه لكَي يأخُذ قنِينة من المَاء ولاحَظ أن الثلّاجَة شبه فارغَه، زفَرَ بهدُوء مُعيدًا إغلاقها، سيُفكّر بأمرِ العشَاء لاحقًا.. لذَا هوَ صعدَ للدّور الثَاني وتفحّص المكَان وتأكّد أنّ ما من أحد في المنزِل غَيره، فـقرّر أن يستَحم.

كانَت معظم أضوَاء المنزِل مُطفئة بدَى مُعتمًا وهادئًا، دخلَ لغُرفَته المُزيّنه ببعضِ الصّور في جدرَانها، صورٍ شتّى عَن كُل ما يُحبّه لاو، عَن فرقته الغنَائية المُفضّله وعَن فِلمه المُفضَل وأيضًا بعضِ الصورِ التِي تجمَعهُ مع كورازُون، و صورةٍ واحدِه تجمَع والِدته الرّاحلَه وكُورازُون، كمَا كانَ هنالكِ غيتار كهربائي معلّق، فـهوَ يُجيد العزف علَيه.

نزَع السّماعات ورماهَا علَى سرِيره كمَا رمَى أيضًا حذَائه بعشوَائيه.. لتُصدِر بعدها معدتِه صوتًا يدُل على جوعَه، لم تتسنّى لهُ الفُرصه للأكِل مُعظم هذا اليَوم.. فـعمَله شاق جدًا لكنهُ يحتَاج لتجمِيع المَال حتّى يستَطيع درَاسة تخصّص الطّب في جامعَة 'هارفَارد' التِي يحلُم بَها والتِي تشتهر بكونها أفضل جَامعه في أمريكا.

حُلمهُ أن يُصبِحَ طبيًبا! هوَ شغُوف جدًا في هذَا المجَال وكانَ يحلُم بذلِك منذُ الصّغر لذَا سيسعَد جدًا إذا تمَ قبُوله في جامِعة 'هارفَارد'، فـللتّو تخرّج من الثانويّة، وهذِه الفترَه هِي فترَة الإجازَة الصّيفِية، قَد قدّم طَلب إلتِحَاق الى جامعة 'هارفَارد' بالفعل وهوَ ينتَظِر الإجَابه التِي ستَستغرِق وقتًا بفارِغ الصّبر.

أنتَ والألحان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن