أنتَ والألحان.

الفصل الرابع.

(أطول فصل من بين الفصول السابقة)
اتمنى لكم قراءة ممتعة! 🫶
—————————————

'مِن جامعَةِ 'هارفَارد': نعتَذر لرفضِ طلَبِ إلتحَاقك بجامعة هارفَارد ونتمنّى لكَ حظًا أوفرًا.'

حدّقَ لَاو بهذِه الرّسالَة بجفُونٍ متوسّعةٍ وبمُقلتَين مُهتزّة، كانَ يقرأها بصدمةٍ عارمَةٍ وكأنهُ يقرأ رسالَة إعلَان مَوت أحبُ الأشخَاص إلَيه.. لَم يُصدّق أنّ ما يقرأهُ الآن حقِيقة!

إبتلعَ ريقهُ الجَاف وقَد تسَارعَت أنفاسهُ وكأنهُ ركضَ ألفَ ميلٍ للتّو، أعادَ قراءة الرّسالة مرّةٌ ثانيةٌ وثالثةٌ وحتّى رابعَة.. ولا يُمانع إن قرأهَا لمليُون مرّة حتّى يستَطِيع التّصدِيق..

هَل هذِه نهايَة كُل شَيء؟ هَل ذهبَت كُل سنِين الإجتهَاد تلِك إلَى الفرَاغ؟ أسئلةٌ وتساؤلاتٌ عدِيدة تجتاحُ وتنخَرُ عقلهُ في هذِه اللّحظَة.. شدّ قبضَتهِ بقوّةٍ بسَبب شعُور الغَيظِ والإهتيَاج اللذَان بدأى بالتّسلّل في عرُوقه.

شعرَ لوهلةٍ أنهُ سيُمزّق يدهُ بسَبب قبضتهِ القوّية ليزفُر الهوَاء بقوّة قبلَ أن يعتدِل بجلستهِ مستعدًا لكتابةِ رسالة،
امسكَ لوحَة المفاتِيح بيدَيه بتردّدٌ للحظَات ليبدَأ بعدَها كاتبًا؛
'أنا مُتأكدٌ أنّ هنالكَ خطبٌ ما، أرجُو منكُم إعادَة النّظر لهذَا القرَار فـجمِيع المواصفَات و المعايِير التِي تطلبُونها تنطبق علي بنسبَة مئة فالمئة، هَل هُناك شيءٌ يجِب علي فعلهُ ليتِم قبُولي؟ فأنا مُستعد لفعلِ أي شَيء'

نظرَ للرّسالَة لثوانٍ قبلَ أن يضغَط زر الإرسال بحَزم، يعلَم كم هيَ تبدُو مثيرَة للشّفقه لكنهُ لا يملِك في يدهِ شيءٌ لفعله..

نهضَ من علَى الكرسِي شاعرًا وكأنّ شيءٌ تحطّم وإنهدمَ داخلَه.. لا يُرِيد من حلمهِ في أن يُدمّر فـهوَ سعَى جاهدًا لهُ لسنواتٍ طوَال، مشاعرهُ حاليًا إمتزجَت بالغضبِ والصدمَة.. يشعُر بشيٍ يفُورُ مشتعلًا في جوفه.

"تبًا..!" شتمَ بصُراخ لاكمًا الحَائط بقوّة بقبضته، لينكسِر الحَائط الخشبِي مكوّنًا ثقبًا بسَبب لكمته، شعرَ بوخزاتٍ من الألَم على مفاصِل أصابعهُ ولكنهُ لا يهتَم الآ حتّى وإن خسرَها.