الفصل الحادي عشر.

630 30 262
                                    





قراءة ممتعة ياحلوين 🫶
————————————-












"ما الذِي تودّني قوله؟ أنّني أخفي عنكَ الأَمر فقَط لأنّني أحافِظ على حياتك!!؟"

وسّعَ يوستَاس عينيه وحدّق بمُقلَتيه المُتحيّرة في ملامح الآخَر باحثًا عن معنى لهذَا الحديث، "ما الذِي تعنِيه بالضّبط؟" تسائلَ بنبرةِ صوت مُرتفعة وقَد بدأ يشعُر بالقلَق حيَال ما يحصُل..

إنقلَبت ملامِح لَاو إلى ملامحٌ متورّطة وكأنهُ أدركَ للتّو أنهُ كانَ سيُفشِي الأمر بكُل بسَاطة بدلًا من الإستمرَار في إخفائه، "أنا لا أعنِي شيئًا.." نطقَ بتشتّت وإلتفتَ هامًّا بالذهَاب عن هُنا كيلَا يُفصح عن المزِيد من الأمور،

أمسكَ كيد كتفهُ وأدارهُ نحوه كي يُقابله، "أخبرنِي ماذا قصَدت؟!" سألَ مُجدّدًا بغضَب فـهوَ لم يُعد صبورًا بما فيه الكفايَة لتحمّل تصرّفات لَاو هذه.

"أنا فقَط كُنت أسخَر من مُبالغَتك بالقَلق لا أكثَر!" كذبَ لَاو سريعًا ولقَد تمنّى أن يصدّق الآخَر كذبته، "أنتَ تخبّئ أمرًا ما" نطقَ كيد بإصرَار، ليشعُر لَاو أنهُ سينفجِر وسيتفكّك لأشلاء من هذا الضّغط الذي لا يُحتمَل، "أنا لا أفعَل" أجابَ بضجَر حاملًا بعضًا من ملامح الرّجاء في وجهه، لا يرغب بالمزيد من الحديث.

"أنا لا أصدّقك!.. سأدَع الموضُوع يمضِي بسَبب رغبتِي أنا بذلَك.." تحدّثَ يوستَاس بإستسلَام ولكن مع حزم لا يزَال واضحٌ في صوته، حدّق لَاو بهِ بهدُوء ليُبادله الآخر نفس النّظرات ليبقيَان هكذَا يقفَان للحظَات بسكون وخوَاء..

"لكِن أنا أهتَم لكَ جدًا.." نطقَ يوستَاس من العدَم بصوت هادئ، رمشَ لَاو مرّتان قبلَ أن ينتَبه لوقوفهمَا الغَير مُفيد هكذَا، لذا هوَ تمتمَ بضجَر محاولًا عدم الإهتمَام "حسنًا.. أيًا يكُن"

وكانَ ينوِي الذّهاب لولَا إكمَال كِيد لحديثه "أنتَ لا تفهَم..! أنا حقًا أهتَم لَك" نبرَة صوته راجيَة وملامحهُ مُرتبكة وكأنهُ سئمَ وتعِبَ من حمل مشاعره ويوَد إفراغها بأي طريقَة كانَت، كأنهُ كانَ يخبّئها في صندوقٍ صغير ولكنّها فاضَت ولم يعُد يتّسع لها مكانًا إلا في قلب لَاو، بدى مُثيرًا للشّفقه لو رآه أحدٌ غَير لَاو...

أنتَ والألحان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن