4

264 14 0
                                    

"فندق كورنثيا، الخرطوم":-

" أنا غبية مُتلعثمة، لا تجيد فعل شئٍ سوى الوقوع بالمشاكل".

وصلتها هذه الرسالة على بريدها الإلكتروني، كان هذا صباح يومها الرابع بالخرطوم، وكانت "سيرين" جالسة مع والدتها على طاولة الإفطار، حين سمعت إشعار وصول رسالة، نظرت الى شاشة هاتفها، كانت "أميرة الظلام"، إتسعت عيناها بذهول، هذه الفتاة إختفت مُدة من الزمان وأنقطعت أخبارها ما يقارب خمسة أشهرٍ كاملة، تركت كُل شئ بيدها لترد على رسالتها..

"أميرتي الصغيرة، لستِ غبية، وليس التلعثم شيئاً تُعايرين به نفسك، أو يُعايركِ به الأخرون". أرسلتها إليها ثم شرعت تسأل عن حالها..

_كيف حالكِ يا فتاه، أين أختفيتِ هكذا؟!..

=لستُ بخير، خرجت لتوي، أقصد منذ شهرين من مركز إعادة تأهيل المدمنين..

_رائع، يبدو أنكِ قد تخلصتِ من هذا الإدمان أخيراً، خبرٌ جيد..

=نعم تخلصتُ منه، لكنني واقعة بمشكلة أكبر الآن..

_ماذا تقصدين؟!..

=قصة طويلة، يصعُب شرحها..

_ أميرة، هل يمكننا أن نلتقي بمكان ما لتحكي لي قصتك؟..

=ولكن كيف هذا؟!، أنتِ بتركيا وأنا بالسودان😔💔.

_ اوه لم أُخبركِ بالمستجدات صحيح، أنا الان بالسودان عزيزتي💛.

=تمزحين صحيح😳.

_أبداً، هناك مقهى جميل وجدته حين كنتُ أتمشى سابقاً، يُمكننا أن نلتقي هناك..

=للأسف، أخي يمنعني من الخروج وحدي، وأظن انه سيمنعني من الخروج مُطلقاً بعد ما حصل البارحة..

_إذن أين تعيشين، أرسلي لي "اللوكيشن" حالاً.

حزنت سيرين لحال أميرة كثيراً، أعتقدت أن أخاها أحد أولئك الذكور المُتسلطين، شتمته بسرها وعزمت أن تصل الى منزلِ أميرة، عزمت أن تقابل هذا المعتوه المدعو أخاها لتريه ماذا بإمكان هؤلاء النسوة الضِعاف أن يفعلنّ، كانت ستركله بقسوة بين قدميه، وربما ستقرص أُذنيه أيضاً، المهم كانت ستأخذ حق أميرة كاملاً مكملاً من ذاك الظالم ثم تلوذ بالفرار وتختفي الى الأبد، إنها تكره كثيراً الظلم الواقع على السيدات خاصةً في دول العالم الثالث هذه، لماذا يحبسها بالمنزل ويمنعها من الخروج بينما تجده يتجول طوال النهار وفي جميع احياء وأزقة الخرطوم.

أكملت إفطارها على عجل، حملت هاتفها وهمّت بالمغادرة، كانت والدتها "صوفيا" تنظر اليها دون أن تنطق كلمة ، لاحظت نظرة والدتها بعد أن أبتعدت، عادت تضحك وتقبلها على خدها تخبرها انها ستخرج قليلا، وقد تتأخر، أخذت مفتاح السيارة التي استأجراها لحظة وصولهما الخرطوم، بضعة رشفات من قنينة الماء على الطاولة ثم أختفت، تركت والدتها تهزُّ رأسها بحيرة، ثم تعود لإكمال إفطارها وهي تتنهد، تعتقد الأن أن ابنتها ربما فقدت صوابها، لكن ماذا بيدها أن تفعل.

لا تعبث بقلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن