6

206 16 0
                                    

"الطائف، الخرطوم" :-

الساعة ال٢ ظُهراً:-

ترجّلت تالين من السيارة، وكان الفتى بإنتظارها في الشارع الرئيسي، ذلك الفتى طويل القامة جادُّ الملامح، لوحت له تالين بيدها بينما تسير إليه..

_"مروان" نهارك سعيد كيفك ؟..

_الحمدلله وإنتِ ي أُستاذة؟..

_الحمدلله برضو، أمسكته تالين من يده والتفتت تودع إيهاب ثم شرعا يمشيان معاً في الطريق المؤدي الى المنزل.

_______

جلست تالين إلى "ثناء" والدة مروان، كانت سيدة في منتصف عقدها الرابع، جميلة بشكل ملحوظ،بشرتها حليبية ناعمة، شعرها كالليل حالك السواد، ملامحها جميلة ووجها صبوح، يظهرُ الثراء الفاحش حتى في مشيتها وطريقة حديثها، لكنها متواضعةٌ وطيبة جلست إلى تالين تسألها عن حالها وأخبرتها أنها اتصلت بها تتأكد من أن الدرس قائمٌ لأنها كانت تود الخروج وزيارة أهلها ب"أُمدرمان" ..

كان "مروان" قد إنصرف يُجهزّ دفاتره وكتبه إستعداداً للدرس، سألتها والدته من مستوى إبنها، قالت إنه وحيدها الذي لم تُنجب غيره، تريده متفوقاً في كل المواد والمجالات، خاصة أنه سيخوض إمتحان إنتقاله للمرحلة المتوسطة السنة القادمة. إبتسمت تالين برضى، تحب عندما تجد سيدة مهتمة بالمستوى الدراسي لإبنها هكذا..

_بالمناسبة يا ثناء "مروان" دا بالذات ولد هادي جداً وما مشاغب، بحسو أكبر من عمرو واعي وذكي بس عصبي شوية، يعني أقل هبشة ممكن يقوم يخبط طوالي..

_ضحكت ثناء وهي ترد: فعلا عصبي، جاريهو أبوهو نعمل شنو..

_اذا وراثة معناها ماف شي بيدكم تعملوهو..

_مبسوطة لأنك شكرتي لي طبعو، شكراً ليك أُستاذة تالين..

_العفو..

_______

كانت تالين مُعلمةً للغة الإنجليزية بالمرحلة الإبتدائية، وكانت مسؤولة عن الصفين الخامس والسادس، تواصلت معها ثناء والدة مروان تخبرها أنه يحتاج حصص تقوية لمادة اللغة الإنجليزية وطلبت منها أن تكون الدروس الخصوصية بالمنزل فوافقت تالين. رتب "مروان" نفسه وجلسا معاً في غرفة صغيرة للضيوف، أخذت دفتره وراجعت دروسه وجدتها مُكتملة، وضعت الدفتر جانبا وأخذت الكتاب وشرعا في الدرس.

نصف ساعة مضت، أتت ثناء تحمل بعض العصير وقليل من المُكسرات ووضعته أمامهم، جلست على مقرُبة منهم تتابع ما يفعلون بإهتمام.

عرفت تالين أن ثناء درست "التخدير" وتخرجت منذُ سنين عديدة، لكنها لم تعمل في المجال الذي درسته، كرَّست جميع وقتها لإبنها، قالت أن والده كثير الغياب عن المنزل بسبب عمله، لم تُرد أن تغيب عنه هي الأخرى، كانت تعيش الأمومة والتربيه بشغفٍ وكأنه كان حُلمها.

لا تعبث بقلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن