" مشفى (**)،بُري":-
"صباح الأحد":-
مرّ الممُرض المسؤول عن حالة ليلى بجولته الصباحية يطمئن عليها ويجري بعض الفحوصات، إنه يومها الأخير في المشفى، الجميع سُعداء، كانت "فاطمة" قد غادرت برفقة حفيدتها جوان، عادتا الى المنزل منذُ السبت، كانت الجدة قد أُرهقت بسبب المبيت بالمشفى بينما جوان كان يجب أن تستعد لذهابها المدرسة يوم الأحد -اي اليوم- بقيت أميرة برفقة همام، كانت قد نسيت تماما أمر "أمين"والمُهلة التي تنتهي اليوم، هاتفها بالحقيبة منذُ البارحة لم تتفقده، جلست ترتاح قليلا فأحست بإهتزاز في حقيبتها، كان إتصالاً والمتصلُ "رؤى"، تسارعت نبضات قلبها حين تذكرت انه الاحد، ردت على رؤى وهي تتوجه الى خارج الغرفة، وكانت الأخرى تصيح غاضبة على الهاتف..
_بتصل ليك من أمس ي زولة مالك ما بتردي؟!، لقيتي الكيس إنشاءالله.
_الـ...كـ..كيس.!؟..
_إنتي بتتغابي ولا شنو؟ اي الكيس، وشكلك ما لقيتيه صاح؟، تنهدت رؤى بنفاذ صبرٍ ثم قالت: طيب دبرتي ال٣٠٠ مليون؟..
_صمتت أميرة ولم ترد عليها..
_أسمعيني ي أميرة، أنا صبرت ليك كتير، تبيعي نفسك، تبيعي تلفونك، تشحدي في السوق المُهم ال٣٠٠ دي بحلول الساعة ١٢ تكون إدبرت..
ثم أغلقلت الهاتف بوجهها غاضبة، بدأت أميرة تُفكر، حتى إن باعت هاتفها فسيكون سعره ١٠٠ مليون كحد أقصى، كُل بطاقاتها المصرفية جمدها همّام قبل خمسة أشهر عندما أكتشف إدمانها، لا تملك فعل شئ، التفتت بقلق وهي تقول بصوت مسموع "أعمل شنو يا ربي!"، تفاجأت بإيهاب يقف خلفها، سقط قلبها على الأرض، يبدو أنه يقف منذ مدة ليست بقصيرة، هل يمكن أنه سمع مكالمتها مع رؤى!..
_صباح الخير..، قال إيهاب.
_صـ..صباح النـ..نور، ردت وهي تُطالعه بتجوس ..
_مارة بمشكلة ولا حاجة؟!، معليش بس سمعت جزو من مكالمتك..
_إتسعت عيناها وبدأت تتلعثم بشدة، لم تستطع الرد فهزت رأسها نفياً وغادرت متوجهة الى الخارج، وقف إيهاب قليلاً ينظر إليها بتفحص، تنهد ثم تابع طريقه ودلف الغرفة حيث همّام.
أرسلت إلى "سيرين" تستنجد بها، ليس أمامها خيار أخر، طلبت منها مبلغاً من المال، تعجبت سيرين لكنها لم تُرد أن تخذلها..
_سأرسل لك المبلغ حالاً على حساب "بنكك" خاصتكِ، فقط عديني أنكِ لن تتناولي بها شيئاً ممنوعاً..
_أعدكِ، وسوف أُعيدها لك في وقت لاحق..
_لستُ أحتاجها، سعيدة أنكِ لجأت الي حين أحتجتِ المُساعدة، فقط أُريدكِ أن تعتبريني صديقة حقيقية، أحكي لي ما تمرين به أرجوكِ.
صمتت أميرة قليلاً إنها حقاً تحتاج أن تحكي لأحدهم، ردت لها، "يمكننا أن نلتقي يوماً ما، بمكان ما، لأحكي لك"..