"الرياض، الخرطوم":-
توقفت سيارة همّام، ترجّل منها وأتجه الى خلفية السيارة، فتحها وأخرج كُل ما بها من حقائب كان قد طلب من والدته وأُخته أخذ شيٍ من ملابسهما وبعضٍ من أشياءهما المُهمة، سينتقلون للعيش معه لفترة مؤقتة، لا يعلم مُدتها، لم يوضح لهم شيئاً أخر، كان الجميع حائراً إلا أميرة، فهمت أنه يحاول حمايتهم، حماية عائلته، لكنه لم يقل لها شيئاً، يتجنب النظر او التحدث أليها، لا بد أنه غاضبٌ منها كثيرا.
صعدو إلى الطابق الثاني حيثُ شقة همّام، لم تكن شقة كبيرة لكنها تتسع للجميع، ثلاث غُرف نوم وصالة لإستقبال الضيوف تليها غرفة إستقبال صغيرة كانت "سارا" قد إتخذتها صالوناً للرجال، حمامين ومطبخ، وشرفتان "بلكونتين"، كانت الفتاتان تملكان إحدى الغُرف بينما الغُرفة الأخرى بجوارها تخصُ والدهما همّام، وكانت أميرة وفاطمة ستبقيان في الغرفة الثالثة، وإن تضايقت إحداهما يمكنها إستقلال غرفة الإستقبال الصغيرة " الصالون".
توجه كلُ فردٍ الى غرفته، نزل همّام ليحضر باقي الأشياء بالسيارة، كان قد أحضر معه كثيراً من الخضروات والمواد الغذائية تكفيهم لمدة، تنهدّ وهو يذكرُ ما قاله أُسامة..
<<••••••••
_طيب يا شباب ركزو معاي عندي ليكم حل وسط..
_نظر الثلاثة إليه بإنتباه وتركيز.
_أميرة ح توافق على طلب أمين..
_إنت جنيت؟!، صاح همّام بوجهه .
_ موافقة مبدئية بس، ح نركّب جهاز تنصّت في تلفونها ونتتبع مكان المُكالمة، هي ح تكون في أمان ما دامت بتماطل وترفض مقابلتو وش لوش، تتواصل معاه مكالمات بس، كم مكالمة وتحاول تجرجرو في الكلام، يذكر إسم او حاجة تكون لينا إثبات، في النهاية لازم لسانو يرميه وناخد منو كم كلمة كدا ونقدر نقبضو "بالجُرم المشهود".
_على حسب كلام أميرة أنو م حصل اتواصل معاها برقمو شخصياً، إلا مرة واحدة، وما أظن يتواصل معاها اكتر..
_بس ندعي إنو يواصل تواصلو معاها..
كان أُسامة في الواقع يشكُ أن هناك صلة بين "أمين" هذا و"اسكوبار" الذي يسعون للقبض عليه، ذلك الذي يحكم العاصمة تحت قبضته، كل أزقتها وشوارعها تعجُّ بمروجيه..
وهم جالسون على نفس وضعيتهم، أقترب شرطيٌ من الذين يعملون تحت إمرة أُسامة، والذين هم أقل منه رُتبةً في الغالب، أخبره بأنه قد جمع المعلومات التي طلبها منه عن صاحب شركة "بابلو" للإستيراد والتصدير، لديه سجّل إجرامي به بعض النقاط السوداء، تورط ببعض أعمال العنف عندما كان مُراهقاً، تلك الشجارات التي تنشبُ بين الفتية فقد قدم على جرح أحدهم جُرحاً عميقاً بأله حادة، لا شئ غير هذا، يملك النصيب الأكبر من أسهم تلك الشركة، متزوج من إبنة تاجر ثري، ولديه ثروة طائلة، ليس هناك شئ يُشير إلى تورطه بتلك الأعمال، هل يُعقل لرجل أعمال بهذا الثراء أن يكون زعيما لعصابة تُدير بعض الأعمال غير المشروعة بأي شكلٍ كان!.