"الطائف، الخرطوم":-
توقفت سيارة لاندكروزر فخمة-تلك التي يُطلق عليها "أُوباما"-أمام بوابة ذلك المنزل الذي يجوزُ تسميته بالقصر، ليترجل رجلٌ أنيقٌ في عقده الخامس، في نهايته بالتحديد، كان متوسط الطول، صاحب بشرة فاتحة، يرتدي بذلة رسمية تُضفي على مظهره الهيبة، ملامحه وسيمة جادة، وكان أنيقاً بشكل مُلفت، أغلق باب السيارة ليُخرج هاتفه ويرفعه إلى أُذنه قائلاً: أي يا ثناء انا وصلت، أفتحو الباب.
لم تمضِ دقائق ليجد الباب قد فُتح، طلت ثناء بنفسها ولم تُرسل خادمةً لتفتحه، يبدو أنه أمرٌ بمنتهى الخطورة، أنزل نظارته الشمسية لتظهر ساعة اليد الفخمة التي يرتديها، كانت من ماركة "Casio" ذات حزام جلدي يأخذ اللون البني مع إطار فضي..
_باسل، همست ثناء واضعة يدها على صدرها بإرتياح..
_إبتسم باسل ليدلف إلى الداخل وهو يقول: كيفك..
_نظرت بقلق لعينيه الضيقتان، كانت حولهما بعض التجاعيد، لكنها تزيده وسامة، أغلقت الباب خلفه وهي تقول: م كويسة، في ضابطين من الشُرطة قاعدين في الصالة..
_شنو؟، عقد حاجبية يُطالعها بتساؤل، لتُطرق رأسها وتقول: موضوع أمين وتورطو في الأعمال غير المشروعة، سألوني لو كنت عارفة بالموضوع، من الصدمة بقيت أرجف م لقيت زول أتصل ليهو غيرك، م بقدر أقعد معاهم وأواجهم براي ..
_عدّل باسل ربطة عنقه ليقول وهو يسيرُ بثقة أمامها: الموضوع دا يعني!، إبتسم إبتسامة جانبية حتى بدت أنيابه ليُردف هامساً: وقعتا وقعة سودا يا أمين..
___
دخل باسل وهالة من الهيبة والوقار تُحيط به، تتبعه ثناء تمشي بخطوات مترددة خائفة، ألقى التحية عليهما، وجلس بمقعد قريب وهو يقول مُشيراً الى ثناء الجالسة بجانبه: أنا باسل ..ود خالتا، وعندي أُسهم في شركة بابلو..
_قصدك إنتا شريك أمين، سألت الرائد "حنان" بإبتسامة مُتلاعبة على ثغرها..
_ شريكو في الشركة بس سعاتِك، إبتسم باسل بثقة مُجيباً..
_طيب، معاك الرايد حنان من الفرقة التالتة قسم مكافحة المُخدرات، ثم أشارت لأُسامة الجالس بيمينها وتابعت: النقيب أُسامة..
_مكافحة مُخدرات برضو !، سأل باسل موجهاً بصره لاُسامة، ليُجيب الأخر: لأ، شرطة مدنية قسم أُمدرمان..
_إتشرفنا، وانشاءالله نقدر نفيدكم، أنهى جملته تتسع إبتسامته الغريبة، إنه يتلهف حقاً لسحق ذلك الرجل.
أخبرت الضابط حنان باسل بسبب قدومهم، قالت أنهما قد أمسكا فتاة كانت تعمل تحت إمرته، كانت تُروج وتوزع المُخدرات التي تحصل عليها من أمين على طالبات جامعة (**)، أكملت أيضاً أنها بعد محاولات عديدة أخبرتهم بأن أمين والمدعو "أسكوبار" في عالم المُخدرات، سيقتلها إن علم بما قالته لنا..