★الفصل الثاني ★

281 7 1
                                    

غادر زين مكتبه مقررا الهبوط لأسفل حينما أجري العم حسن اتصالا به ، يفيده بموافقتها علي الزواج ، زواج غير تقليدي مريب من وجهة نظره ، أفكاره المتخبطه تتسارع بداخله تحذره بشأن تلك الخطوه ، ولكن قد قطع وعد وعليه المضي في ذلك القرار مهما كانت عواقبه ،
وصل المصعد للطابق السفلي وفور خروجه منه التفت الحراسه المخصصه بحمايته حوله،
جاب المكان بعينيه حتى وجده يقف ويتناقش مع فتاه جميله ليست طويله ولا قصيره عيناها عشب اخضر صاف، ملامح وجهها هادئه يزينها حجابها الوردي لا شك انه افتتن بجمالها للحظات، ولاكن سرعان ماسيطر علي نفسه وتقدم منهما بخطوات ثابته وخلفه الحراسه ، اما هي فرفعت وجهها تحاول التقاط انفاسها المحتبسه فاصطدمت بعينيه ، ابتلعت لعابها وهي تقول سريعا في ارتباك :
* هو مين اللي جاي علينا وحواليه الناس دي
استدار لعم حسن بنصف جسده واردافها بعدما راى زين يقف على مسافه قريبه منهما،
* ده زين الجارحي اللي بحكي لك عليه واللي المفروض يتجوزك يلا بينا ،
جذبت ذراعه بسرعه وهتفت بقلق:
* لا استنى انا خايفه قوي ،
لاحظ زين ارتباكها ومحاولة عم حسن في تهدئتها،اقترب منهما وارداف بصوت رخيم :
*عاوزك دقيقه
حولت بصرها بعيدا عنه عندما شعرت بتركيز عيناه عليها
وبطرف عينيها راقبت تحرك العام حسن معه، وقفا بعيدا عنها فتشجعت ونظرت لهما تحاول ان تستشف حديثهما..

* لو مش موافقه انا لسه عند كلمتي هحميها من غير جواز
* لا طبعا موافقه بس هي متوتره وخايفه ، حقها اعذرها وبعدين لازم جواز، اهلها لو وصلوا ليها ما يقدروش ياخدوها منك طول ما هي مراتك الجواز اللي هيبوظ كل حاجه هيخططوا ليها
أومأ زين بتفهم ثم قال :
* طب يلا بينا انا كلمت الماذون هستناك بره
هز العم حسن راسه بالايجاب وتقدم نحوها فحركت بصرها هي بسرعه في ارجاء المكان خجلا ،وخاصه عندما شملت ذلك المدعو زين بنظره طويله بدايه من شعره الاسود الغزير وبشرته البيضاء وعيناه ذات العسل الصافي ،اما ذقنه النابته قليلا فاعطته مظهرا جميلا ووسيما ولكن هيبته الواضحه من تلك الدقائق التي راته فيها بثت الخوف والقلق في نفسها ،
تقدمت مع العم حسن وكانها طفله صغيره تتعلم خطواتها الاولى تنظر للارض باعين زائغه وقلب يرتعش لما تقدم عليه ،
تساءلت بداخلها لما يتسابق الزمن معها وتتسابق مشاعرها كحال تسابق دقات قلبها وعقلها عاجز كل العجز عن تصور ماسيحدث لها في المستقبل ،كل شئ يدور حولها بسرعة البرق ، وهي تلقيها المفاجات من هنا لهنا دون انتظار لاستيعاب ما حدث في الماضي ، استقلت السياره بجانب العام حسن وتابعت الطريق بشرود ولم يهدا عقلها عن التفكير بمستقبلها المجهول ؟!

###############
في الشرقيه وتحديدا بمكتب عاصم كانت الاصوات تتعالى بغضب .
* يعني ايه ما لقتهاش هتكون راحت فين ؟
تحرك ذلك الشاب القمحي البشره ذو الشعر القصير المجعد والاعين السوداء نحو والده وهو يفرك وجهه في غيظ وانفعال :
* بقول لك قلبت عليها الدنيا فص ملح وداب اختفت
تقدم منه عاصم خطوه اخرى وهتف بضيق :
* انت عارف لو مش لقيناها في اقرب وقت الشيخ عزت مش هيستنى لحظه وهيموتنا يا يوسف .
أشار له يوسف بلا مبالاة وهتف :
* مش فارق معايا عزت ده ولا 10 زيه انا فارق معايا هي قدرت تهرب من تحت ايدي قبل ما اكسرها قلت لك هتجوزها غصب عنها قلت لي لا وحياتك لا اجيبها لك لغايه عندك مذلوله واهي هربت وانا هموت بحسرتي.
ربت عاصم فوق كتفيه واردافها بتوعد :
* ولسه عند كلمتي بس انت شد حيلك معايا ودور كويس وهنلاقيها ثم استطرد حديثه بتفكير :
هو ما فيش غير حسن الزفت اللي ممكن تلجا له انا عارفها كويس وفاهم تفكيرها.
ابتسم يوسف بسخريه قائلا :
* حسن ايه ده راجل خايب ويخاف مننا وما يقدرش يعمل حاجه وبعدين لو خباها هيخبيها فين هو حيلته ايه الا بيته
زم عاصم شفتيه بضيق ليقول بعصبيه خفيفه هو انا كل ما اقول لك حاجه تطلع لي فيها 100 عقده ما تسمع كلامي وتمشي ورا كلام ابوك وتراقبه
* هراقبه وهتشوف ان كلامي هو الصح.

عشق الزين (الجزء الأول والثاني ) بعد التعديل  للكاتبه ((زيزي محمد))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن