Part 07 : نبضات عشوائية

34 4 0
                                    

الفصل مهدى ل:___wafaaaa____

أغلق الباب من ورائه و ألقى بنظرة مكسورة الخاطر على الكوخ الذي جمع كل ذكريات طفولته السعيدة قبل الحزينة

و هاهو يغادره اليوم من أجل الواجب...فجده الذي بمكانة الأب و الأخ و الصاحب ...مريض طريح الفراش ...و على أحدهم تولي العمل بدلا عنه ...لربما يسدد الخير الذي أداه إتجاه ثلاثتهم...

ألبسهم و أطعمهم و كفلهم...أسكنهم بيته و قدم لهم بمفرده من الحنان و الحب و دفئ العائلة ما يقدمه الاب و الام معا

خوفه الأكبر أن يفقد أحد أفراد أسرته ، فقد فتح عينيه و نشأ بين أحظان هذا البيت المتواضع

سار بين الاشجار الطويلة للغابة متجها نحو القلعة...حاملا بين يديه وثيقة التأكيد و أملا طفيفا في قبوله...بعد أن غاب إمون لمدة اربعة أيام دون تبرير...فهذا الوحيد مصدر الرزق للعائلة

زفر بقوة ليخرج الغصة اللتي بصدره...بينما يرمي خطوات عشوائية و بطيئة

ربع ساعة و قد لمح أسوار القصر تقترب شيئا فشيئا

وصل إلى البوابة أخيرا و كآخر مرة زار بها القلعة رفقة جده حصل نفس الموقف... و استوقفه الحرس

استجوبه أحدهم"توقف...من أنت ؟ و ما عملك بالقصر؟"

"أنا فاليريو ...ابن البستاني إمون ...والدي طريح الفراش و ليس باستطاعته العمل..و قد جئت نيابة عنه ،لذا أرجو الموافقة على ذلك...و أعتذر عن التأخير و التكاسل عن العمل "

"الوثيقة" قال الحارس يمد يده إلى فاليريو ...فقدمها له ثم أخذ بها إلى الداخل و عاد بعد نصف ساعة

"كن شاكرا لرئيس الخدم قبل حظك...فقد وافق على السماح لك بخدمة القصر لمكانة والدك ، خذ وقع هنا " قال و قدم ريشة و حبرا لفاليريو

استلم بذلك رخصته...و دخل البوابة

بينما يتجه نحو الحديقة الخلفية ...تخيل طيفه الصغير رفقة طيف إمون في ذلك اليوم عندما تعالت ضحكاتهم...و كيف كان طفلا طائشا مغناطيسا للمشاكل... همس صوت في أذنه ~أغلق فمك و إلا اعتبرته ذبابة قلعة لها...ستعجب به حتما~

تسربت إبتسامة صغيرة على محياه ...و تسللت دمعة على وجنتيه...ثم أطلق زفرة أقوى من سابقتها مثقلة بالهم و الحزن

~~~

إرتدى ملابسه المخصصة لمهنته من دولاب خشبي مهترئ في أحد الزوايا ،و حمل ما يحتاج من معدات و هَمّ إلى الشجيرات و الأغصان و العشب الطويل....و أخذ يقص الزوائد...

حلت الظهير و حان موعد الفطور...لكن لا شيئ لأكله...

لربما لم يصل الخبر لداخل القصر بعودة البستاني ليحظرو له طعاما ...لذا تجاهل الأمر و استغل الموقف لأخذ قسط من الراحة

The lost prince_الأمير الضائع  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن