16~《هل سيشفي قلبك؟》

187 33 19
                                    




جاء صوت روديون:

-إنها ماريا.

ثم أضاف بلهجة معظمة:

-ماريا، المرأة التي حاربت في وجه إرادة زيوس وتغلبت على حكمه.

وضعت أنيسكا يدها على اللوحة، كانت ملساء نظيفة تنعكس عليها أضواء المشعل الذي يحمله روديون.

-هل هذه هي أمي بالفعل؟

-إنك تشبهينها بنسبة كبيرة.. لديك فقط جبهة جميلة منحها الامبراطور لك.

قالت محاولة تجاهل "جبهة جميلة" :

-على أية حال، لماذا هذا الشيء هنا؟ من الغريب أنها لم تسرق...

-في الواقع -ولست أصدق- يقول البعض إن روح زيوس تتجول في القصر، لا يجرؤ الناس على الاقتراب من هنا بعد أن تم تدمير المكان.

دحرجت أنيسكا عينيها بملل:

-يختلق الناس القصص ويصدقونها.. ولكن من الغريب حتى كونها نظيفة كما لو أن أحدهم يعتني بها بالفعل.

اعتقد روديون أن كلامها منطقي، مد يده لتلمس اللوحة بدوره ثم طرق عليها عدة طرقات..

-ماذا تفعل؟

-أنيسكا، ساعديني من فضلك.

قال بينما يمسك بطرف اللوحة من أجل إنزالها بينا بادرت هي من الطرف الآخر، كانت اللوحة كبيرة وثقيلة بما يكفي بحيث بلغ حجمها نصف طول رجل.

وعندما تمت إزالتها عن الجدار وكما توقع، ظهر من خلفها باب مفتوح على ممر مظلم، كانت ملامح التعجب تظهر على كليهما بينما ينفضان يديهما.

-ماذا سنفع--

انقطعت عبارتها بدخوله دون مناقشة الأمر فنفخت الهواء من فمها بغيظ ودخلت خلفه، كان المرور عبر هذا الممر يتطلب خفض الجذع بسبب قصر طوله، لم يكن ضوء المشعل يسقط سوى على جدران ملساء على الجانبين.

وعند نهايته، ظهر ضوء أصفر.

كانت غرفة ضيقة بعض الشيء مضاءة بشموع، بها طاولة كبيرة مملوءة بالورق الأصفر والغبار.

سعلت أنيسكا بسبب البخور المتروك والذي يضخ رائحته في المكان بقوة.

-ما هذا المكان بالضبط؟!

-أحدهم يختبئ هنا.

-ثمة روائح مختلطة.. وكلها قذرة..

ناولها روديون المشعل ليقلب في الأوراق المهملة، اكتشفت أنيسكا على الرف مجموعة أواني بها روائح حادة وبعضها أشبه بالرطوبة وأخرى لم تميز محتواها..

-ما هذه الكتابة؟

اقتربت أنيسكا إلى حيث يقف ونظرت في الأوراق ثم صاحت بحماسة:

"الجانب الآخر من البحيرة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن