طوال الليل، ظل كوركيس أمام أوراقه، لم يكن السهر يروق له ولكن في هذه الليلة، كان اقتراح أنيسكا يشغل باله..
ربما عليه فعلا أن يتحدث إلى أناتولي قبل أن تمتد الفجوة بينهما أكثر.. وقبل أن يخسر بقية إخوته الصغار، كان يحبهم أكثر من نفسه، ومستعد للتضحية بنفسه لكي تكون روح والده مرتاحة تحت التراب.. ولكنه لا يستطيع الاعتناء بهم إن بقيت العلاقة على هذه الحال.
في الصباح اتجه إلى غرفة القائد.
.
.
كان روديون جالسا على الكرسي يستمع لكوركيس مثبتا نظره على وجهه، كان كوركيس بالكاد يستطيع شرح طلبه الصغير بشكل مفهوم، في النهاية تحدث روديون:
-لا بأس، إذا كنت تريد الذهاب فاذهب.. ولكنني لا أفهم لم تريد ذلك الآن تحديدا، أعني، لم تطلب ذلك من قبل هل حدث شيء لا أعرفه؟
-أبدا، ليس ثمة سبب محدد، لكنني أشعر أن الزمن متوقف علينا ونحن محاصرون في هذه القلعة وفكرت في عبور الخندق القديم الذي حفرناه في الخارج وصولا إلى الهضبة وسأشق طريقي فيما بعد، طالما أننا لا نخوض معركة ما في الوقت الحاضر وجرجس يتولى الأمور حاليا..
ظل صامتا يحدق فيه، يبدو أنه لا يرغب في قول السبب الحقيقي.
-ستذهب بمفردك؟ خذ بافلوس معك..
-بافلوس؟
-ستكون مرافقته فكرة جيدة.. إلا إذا كانت لديك فكرة أخرى..
-لا، ... يمكنني أخذه...لكن..
-؟؟
-كنت أرغب في وجود أنيسكا معي.
-أنيسكا؟ لم؟
-كانت ترغب في التعرف على عائلتي أيضا..
صمت روديون مضيقا عينيه، كان يشعر أنه ثمة أمر مخفي..
-كوركيس، هل ستذهب إلى بيتك القديم؟
-نعم..
نهض ومشى نحو النافذة ويداه خلف ظهره ثم تحدث دون أن يستدير:
-عائلتك، تركت المنزل منذ شهرين يا كوركيس.
انقبض قلب الأخير، كان القائد يعرف ذلك مسبقا وأخفى عنه ذلك!!
استدار ونظر إليه فأشاح كوركيس كي لا يقرأ روديون أفكاره من ملامح وجهه.
-عمدة المدينة أطلعني على الأمر في رسالته الأخيرة، وأرسل إلي تفاصيل المكان الذي يقطنون فيه من أجل إرسال المال.
وقف كوركيس ينوي الحديث فرفع روديون يده:
-لست بحاجة لقول شيء، تصرف بالشكل الذي تراه صحيحا.
أنت تقرأ
"الجانب الآخر من البحيرة"
Ficção Histórica||مكتملة|| (ضياء حامد عساف) شابة بلغت العشرين من عمرها، حائزة على الدرجة الأولى في الفروسية لثلاث سنوات على التوالي، قبيل سباق الجامعات الكبير، تعيش ضياء الأحداث الأكثر مأساوية في حياتها ما دفعها للتخلص من نفسها في (البحيرة المثلثية) بغية وضع حد لحي...