ch. 4

52 13 0
                                    

مرت ثمانيه عشر عاما على وفاه والدتي... بالاحرى قتلها ونحر حياتها لاخر رمق لديها.. لم يكن حينها باستطاعتي فعل شيء سوى الصراخ.. لكن الماركيز ثبتي بكلتا ذراعيه.. صرخت بعلو صوتي عندما رايتها كطير مذبوح بين يدي والدي الملك... قتل شيئا ما بداخلي تلك الليله... قتل والدي قلبي... ولم يعد بقدرة اي كان اعادة احياءه بداخلي... ماتت انسانيتي... كبرت وانا اخطط لقتل ذلك المدعو والدي....
في تلك الليله سمعت ما قاله الملك صفي الدين لاعوانه باحضاري... فاختبأت باحدى السراديب... سمعته... اباد قبيلة والدتي ولم يعد فيها احد... سواي... جاء دوري ما الذي علي فعله.. عدت الى غرفتي مسرعا وجلست افكر.. سمعت خطواته التي تطرق الارض بقوة نحو مخدعي... جاء... وانا ادعي النوم على ذلك السرير... والدي جاء ليقتلني... وفتح الباب...

خطوه... اثنتان متوجهتان نحوي... اغمضت عيني بشده... مدثرا نفسي بغطاء السرير خاصتي... ثلاثه اربعه.. لم اعد استطيع التنفس... حبست نفسي مدعيا موتي... وغيابي... حتى لا اتألم... لا اريد الموت... توقفت الخطوات بعد ان ضربت رائحه المسك التي يضعها والدي انفي... كان قريبا... قريبا جدا... خمسه... وشعرت بيده تلمس جبيني.. بلا وعي مثلت اني اصبت بنوبه تشنج... كالتي اراها بعض الاحيان عند ازميرالد المعالج في قبيله والدتي.. لوهله كان يتلمس جبيني باصابعه ثم لوهله اخرى اصبح يصرخ... مستدعيا طبيب...

معروف عن والدي انه لا يقتل مريضا... لم يقتل مريضا لكنه اباد قبيله كامله بلا ذنب... يا الهي اين الانسانيه... والتضاد في شخصية ذلك الملك الظالم.

لم اعد اتحدث قط... لم اعد اوجه احدا... اخترت الانعزال... سحبت ولايه العهد مني... لقبي.. واحترامي.. اصبحت هباءا منثورا اينما وجدت.

بقيت اعيش في السراديب والممرات السريه التي اطلعتني والدتي عليها  لاوقات كثيره..
لم يأبه احد لي.. سوى المعالج لدى مملكتي الذي كان يتخذ دور الصديق والاب في آن واحد... عوملت كالابله لسنوات... اذا صفعت من احدهم... لا اعطي اي رده فعل... بل اقف بشموخ كأني لا اشعر... شخص بارد... صلب... لا اترنح او اتزحزح او ابدي اي شيء رغم البركان داخلي... الا اني اخفي ذلك بحكمه ثعلب ماكر... واعود للسراديب واطلق العنان لسيفي... افرغ غضبي بتدريب نفسي على القتال... المواجهه لليوم الذي اخطط له... اشاهد تدريبات اخوتي الامراء يوميا... انظر لادق التفاصيل... الحركات... الرد بشكل يضعف الخصم... لا يستطيع احد مواجهتي وهزيمتي... بعد النظر لدي اجبرني على سرقه الصفائح والكتب من مكتبه المعالج... كتب تعليم الطب...العلاج والقتال...قراتها حتى اخر رمق.. غدوت بسبب ذلك اعلم كيف اقتل وكيف اعالج... وكيف استطيع صنع ترياق لاقوى السموم... مقابل كيف اصنع رمحا... قوسا ودرعا باخف المواد وزنا واقواها صلابة...

لم يعلم احد خلف ذلك الوجه القاسي... والتعابير الخاليه ما اخفي...سرت على درب امي وعلمت نفسي مالم يملكه احد من اخوتي...

آســتــعــآدٍةّ قــلَبـ♡ـحيث تعيش القصص. اكتشف الآن