°•ايارينا•°.
شق التعب والالم وجه زهد منذ اخر مره رايته.... اخر مره جمعتني معه ضحكة على مافعلته بتلك المتغطرسة ايلانور...لكن في الصباح التالي... وبينما كنت اغرق في نومي... صحوت على تكميم احدهم لفمي... وفقدت وعيي... لاصحو على دفع احدهم بالماء نحو وجهي... وتلك فيما عرفته لاحقآ هي الاخت غير الشقيقه ل ايلانور...
تم بيعي او وهبي او مهما كان لكنه كان اختطاف.. لعائلة المتعجرفه ايلانور...كنت في حيره من امري لما وصل له حالي... زهد... ما الذي حدث معك بغيابي عنك...
عانيت لاشهر من المعامله القاسيه التي شهدتها بهذا القصر... لكن تحرش الاخ الاصغر لايلانور كان ممقتا...
محاولاتي للهروب باءت بالفشل دوما.. فحصن هذا القصر مشدد... البحر من امامي والجبال الجليديه من خلفي... لم يكن لي خيار سوا البقاء حتى ياتي الفرج قريبا...
تعالت اصوات الابواق منذ الصباح... ولم اكن اعلم انها تنبئ بوصول منقذي المجهول... اقصد زهد... لهذا القصر...
قبل فتره من الان كنت اتواجد بالمطبخ اعين السيده ارجوان في تجهيز العجين لصنع الكعك ذو النكهات البارده.... حتى دخلت علينا روزا وميسا... كان الهلع يغطي وجههما.. ثم دخلت ازيدورا... سيده اربعينيه... طيبه القلب.. وجهها كرغيف خبز ساخن.. من شده بياضه.. يجلوه الاحمرار من برد هذه البلاد...
'كان مخيفا..'صرخت وهي تلوح بيديها...
"ما..."
بترت جملتي عندما دخل خيزران نحو المطبخ.. رئيس الخدم في هذا القصر... كنت امقته.. فهو ممثل بارع... يبرع في تزييف المواقف والمظاهر... ومحترف كالثعلب في كسب المواقف لزاويته...
ويبادلني شعور الكره....
كان يملك شعرا باردا بلون السمسم المحمص... وعينان يغرق فيهما الازرق والاخضر بتناغم.. حنك حاد... وجذع رفيع كقصب سكر... ببدلة عمل رسميه توشحه بالغرور...بمجرد دخوله ساد الصمت المكان... كنا عشر افراد نتحرك بانتظام بالمطبخ... تلفت يمينا ويسارا قبل ان يشير اللي...
'انتي... تحركي امامي''لااا سيد خيزران... اترك ايارينا هنا فنحن بحاجتها...'صرخت السيده ارجوان
كانت السيده ارجوان لا تقل بروده عنه لكنها تحمل بين طيات كلماتها بعض الدفء... دافعت عني عده مرات... وانقذتني بالاخرى... كانت تشبه الام في تعاملها معي انا وبقيه العاملات في هذا القصر...
لكن موقف خيزران الثعلب لم يتغير....
"اذا لم تذهب ستلقى عقابا لان على احداهن ان تقوم بمساعدته"'سيؤذيها'هبت كلمات ميسا..
"اختر احد العاملين من الرجال يا خيزران" وبخته السيده روزا'بالله عليك لماذا دوما تضع ايارينا بمواقف مثل هذه.. مرة لتقطف العليق من غابة الذئاب البارده والان التواجد مع ابله متوحش في غرفه واحده لمساعدته في تجهيز نفسه للعشاء' اشارت له السيده ارجوان...
مسح بكفه على وجهه ورفع اصبعه... نحوي
"لا تضيعي الوقت... وانتن عدن لعملكم" واشاح بوجهه وغادر...
قمت باللحاق به... لم ارد التعرض للعقاب.. فهنا لا زهد ولا غيره لينقذني منهم...
"ستساعدينه..." اشار بيده نحو باب الغرفه وغادرني بخطى ثابته...
توترت اعصابي حين امسكت بمقبض الباب لفتحه... ثم دخلت.... كانت صدمتي عندما رايت مافعل بالغرفه...ثم نظرت نحوه... شعره الاسود الذي يغطي جبهته... ملامحه... والزي الاسود الذي طالما ارتداه... وعيناه المغلقه...
لم استطع مقاومه نطق اسمه... شعرت ان دقات قلبي ستتوقف... غزا الدمع عيناي... وانا اقترب منه... ثم نطقت اسمه...
"زهد'بدا همسي باسمه ضاجا بصدى ملأ الغرفه... ثم رايت جفنيه يتحركان...
شق البحر بين عينيه بان... الذي ما ان راني حتى انبثق اسمي من بين شفتيه...." ايارينا...!!! "
ثم عاد للنوم... وانا اتلمس وجهه وابكي دمع شوق ام دمع حب او كان حزن.... لكني كنت سعيده... لقد جاء زهد... ولم اعد وحيده في هذا المكان....
أنت تقرأ
آســتــعــآدٍةّ قــلَبـ♡ـ
Fantasyتوالت أحداث تلك الليله ...لم أعلم كم لبثت من الوقت في هذه الزنزانة...لكني اعلم شيئا واحدا....هي ما زالت حيه...أشعر بها داخل روحي...في إيقاع دقات قلبي ....وصميم كياني