ch. 14

28 7 0
                                    


زِّهّد
مر يومي كالعاده.. لا تغيير عليه سوى شجاري مع احد الباعه القادمين من الممالك المجاورة... كنت قد طلبت منه بعضا من الفولاذ والمعدن لاستخدمه في صناعه الاسهم خاصتي في الصيد.. لكن ذلك الابله غشني بمواده فعدت اليه وتشاجرت معه بشخصيه زكاي التي ارتديها بسوق البلده.. الرجل المخيف ذو العباءه الذي لم يعلم له وجه او شكل...
خرجت من السوق غاضبا وكان الليل قد حل بالفعل واثناء مروري بالغابه تعرض لي قطاع طرق ولصوص وهاجموني.. كانو خمس رجال بعض منهم مخمورين... سقطوا من اول ضربات لي بالسيف نحوهم قبل ان اصيبهم.. لكن احدهم غدر بي واصابني في كتفي بجرح عميق...قاومت ضرباتهم بيد واحده حتى وقعوا جميعا اما مصابين او فاقدي الوعي...
سرت نحو الاسود... وقفزت لظهره لياخذني نحو شجره الاوراك التي يقبع خلفها مدمل الممرات السريه.. لا اعلم كيف سرت وانا انزف كدت اقع اكثر من مره.. تماسكت حتى وصلت غرفتي وارتميت هناك على سريري انتظر موتي او مجيء السيد فريد ليتفقدني... وغبت عن الوعي...

لم اعلم كم لبثت... لكني صحوت بعد مده لاجد كتفي مضمد وهناك بعض الاعشاب على المنضده بقربي... بعض المستحضرات الطبيه وكمادات رفعت راسي لابعدها عن جبهتي.... هل كنت اعاني من حمى.. كم غبت عن وعيي... ايقظني من شرودي صوت البوق خارجا... عاد الملك من الحرب... منتصرا كعادته... يجر معه ثروات بلاد اخرى... نساء كسبايا مجددا... وبعض الماشيه.... واسرى على مايبدو... وما هذه... من بين ما عاد بهم الملك كان عربه ملوكيه يجرها حصانان اشهبان... خيول اصيله على مايبدو.. وقفت انظر للترحيب الذي لقيه بعودته واخوتي الامراء سالمين.. ثم مالبث ان ادخل ما استولى عليه للقلعه... حتى اشار للعربه.. من فيها.. اقتربت لارى من سيخرج منها... حتى خرجت منها فتاه... بعباءه بلون العشب... خرجت ووقفت بكل ثقه امام الملكه والملك وجميع من كان بالساحه... ازالت غطاء عباءتها عن راسها ليظهر اسفلها شعرا بلون خيوط الشمس.. اعلم لمن هذا الوجه... اذكره... كانت ابنه الماركيز من مملكه اكتار صديقه طفولتي منذ امد بعيد... ما الذي جاء بها بهذا الوقت الى هنا..

مر يومان على وصولها للقلعه.. وساعات منذ ان كانت تزورني بجناحي... جاءت لتراني.. بدت بارده وقاسيه لاول لمحه عبرت عبر وجهها... لم تكترث لحالي... قالت اني املك غرفه جميله... وجسدا اجمل... ووجها وسيما عار عليه ان يكون ملك لشخص براس فارغ من العقل... كانت تتلمسني وانا اقف كخشبه امامها.. لم ارمش حتى... كنت انظر لانعكاسها بعيدا بالمراه على الجدار...
لم تعد تلك الطفله ذات القلب الطيب الذي عرفته فيها... لحظات ودفعتني لتبتعد عني وتصدمني بخبر زواجها.. مني بعد عده ليال.. لتصبح اميره وتأخذ لقب اميره مملكه الشمال.. ايلانور... اصبحتي افعى بجلد جميل... هذا ما رددته داخلي... وانطلقت خارجه تصفع الباب خلفها.. انصت لدوي حذاءها وهي تضرب الارضيه معلنة رحيلها... بت امقتها الان... مهلا.. تتزوج... مني... هل هذا ما يخطط له والدي الان...

آســتــعــآدٍةّ قــلَبـ♡ـحيث تعيش القصص. اكتشف الآن