17

240 24 22
                                    

____________________

العنوان : مجرد كابوس

_________________

سبحان ربي العظيم
سبحان ربي الأعلى
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

لا تجعلوا ملذات الدنيا تلهيكم عن واجباتكم إتجاه خالقكم

بسم الله نبدأ

_________________

في زاوية من العالم، حيث يتناغم الضوء الباهت مع ظلال الشفق، كانت تجلس طفلة صغيرة بين ذراعي رجل غريب، وكأنها طائر صغير لجأ إلى شجرة باسقة بعد يوم طويل من الطيران.

كانت عيناها اللامعتان، اللتان تبدوان كجمرتين توهجت فيهما مشاعر الطفولة، تبوحان بآلام لا تُحتمل، وكأنهما مرآة لقلبها المكسور.

كانت الطفلة تبحث عن دفء الأمان في حضن من لا تعرفه، لكن قلبها كان يخبرها أنه ملاذها المنتظر.

الرجل، بملامح وجهه الصارم الذي خففت منه ابتسامة دافئة، كان يجلس بحذر، محاولًا أن يبث في قلبها الطمأنينة التي افتقدتها.

كان صوته عميقًا، يحمل في طياته ثقل تجارب الحياة، ومع ذلك، كان ينساب كالموسيقى الهادئة في آذانها.

"إذن، الجميع يسخرون منكِ لغياب الأب، ولتلك العيون الفريدة التي تتلألأ كالجواهر في سماء معتمة؟"

سألها الرجل بهدوء، بينما كان صدى صوته يبعث الدفء في قلبها، وكأن كلماته كانت غيمة حانية تظللها من قسوة العالم.

أومأت الطفلة برأسها، وعيناها تفيض بالدموع، كأنها نهر صغير يبحث عن مصب.

"أمي لا تدافع عني... إنها تراقبهم وهم يسخرون دون أن تنبس ببنت شفة."

كان صوتها مرتعشًا، يشبه أوراق الشجر المرتجفة تحت وطأة الرياح.

همهم الرجل بصوت عميق، محاولًا أن يزرع في قلبها الطمأنينة بابتسامة تشع لطفًا وحنانًا، رغم أن ملامحه الجادة كانت تحول دون أن تراه كما يريد.

"ما رأيكِ أن أكون والدكِ؟"

قالها وكأنها وعد مقدس، محاولًا أن يرسم في مخيلتها عالمًا من الأمان والحنان.

لم تدرك الطفلة ما يقصده، فرمشت بعينيها مرتين وهي تميل برأسها قليلاً، في حيرة من أمرها، وكأنها تحاول فك شفرات سؤاله.

تاجرة معلومات || ذو الشعر الأحمر شانكس ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن