16

259 25 14
                                    

____________________

العنوان : دموع من جمر

_________________

سبحان ربي العظيم
سبحان ربي الأعلى
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

لا تجعلوا ملذات الدنيا تلهيكم عن واجباتكم إتجاه خالقكم

بسم الله نبدأ

_________________

تحت سماء الفجر المتلألئة، كانت أشعة الشمس الذهبية تتسلل برفق عبر نوافذ الغرفة، متوغلة كأنها زوارق ضوء تتهادى على سطح بحر من الظلال.

في تلك اللحظة، دخلت أستاريا، تلك المرأة التي تجسد الرحمة والحكمة، بخطواتها الواثقة التي تملأ المكان بالسكينة.

شعرها الأسود المجعد كان ينثال حول وجهها كستار ليلي مرصع بنجوم لامعة، بينما عيناها البنيتان تشعان دفئًا وعمقًا، تحكيان حكايات لا يعرفها سوى الزمن.

"أميرتي، استيقظي. حان وقت الذهاب لخالتكِ."

كان هذا الصوت اللطيف كنسيم الربيع، يتسلل إلى آذان روز، الطفلة النائمة تحت الغطاء، التي كانت تحاول أن تختبئ من ضوء الصباح بيديها الصغيرتين، وكأنها تحاول الإمساك بظلال الحلم الأخير قبل أن يتلاشى.

همست بصوت ناعس، كأنه لحن هادئ في سمفونية الحياة:

"خمس دقائق، ماما..."

أزاحت أستاريا الغطاء برفق، ليظهر وجه الطفلة الذي يحمل ملامحها كأنها لوحة زيتية رسمت بحب، وجه يشع براءة ونقاء، إلا أن عينيها المختلفتي اللون كانتا كنافذتين تطلان على عوالم مليئة بالخيال والأسرار.

"هيا، هيا. لا أريد أن أتأخر كالعادة بسببكِ."

تحدثت الأم بصوت يحمل مزيجًا من الحزم والود، كأنها نغمة موسيقية تتراقص بين نوتات الحب والحنان.

نهضت روز ببطء، تزحف نحو الحمام، وهي تتمتم ببراءة كمن يروي قصة خيالية:

"حسنًا، حسنًا، خالتي أستاريا الشريرة..."

ضحكت أستاريا، ضحكة ملؤها الحنان، فقد اعتادت أن تناديها ابنتها بهذا اللقب حينما تكون منزعجة أو متكاسلة.

"سوف أجهز الإفطار المفضل لكِ، تجهزي بسرعة."

قالت أستاريا بنبرة تعلو قليلاً، لتخرج الكلمات دافئة كأشعة الشمس التي تلامس الأرض بعد ليلة باردة. أجابتها ابنتها بسعادة، كزهرة تفتحت للتو مع أول خيوط النور:

تاجرة معلومات || ذو الشعر الأحمر شانكس ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن