تدخل بهدوء لغرفة النوم. تخلع سترتها وتلقيها على الفراش، ثم تدخل الحمام الملحق بالغرفة وتدير مقبضي المياه الساخنة والباردة. يستغرق الامر بعض المحاولات حتى تصل درجة حرارة المياه للدرجة المناسبة. تخرج للغرفة مرة اخرى، وتخلع بلوزتها وتلقيها بجوار السترة. تفتح خزانة الملابس وتقف قليلا دون حركة، ثم تغلق الخزانة مرة اخرى دون ان تأخذ منها شيئا..
تدخل الى الحمام مرة اخرى. تمد يدها لتغلق الباب، ولكن يدها تتجمد قبل الاغلاق.. تدفع الباب فقط قليلا ليظل مواربا..
تخلع (البادي) الداخلي والبنطال، ثم صدريتها وسروالها الداخلي. تنظر لجسدها نصف الواضح في مرآة الحمام التي غشاها بعض من بخار الماء الساخن. تلوح منها التفاتة سريعة لباب الحمام، ثم تتنهد وتخطو لداخل كابينة الاستحمام الزجاحية..
تغمض عينينها وتترك الماء الساخن يتغلل خصلات شعرها نازلا على وجهها وجسدها كله..
دقائق تمر وهي على هذا الوضع بدون حراك.. ينتظم تنفسها ويهدأ إذ تشعر ان الكون بالكامل قد هدأ، حتى انها شعرت ببعض عدم الاتزان، لذا استندت بإحدى يديها على الحائط..
تمد يدها الاخرى وتحرك بأصابعها مقبض الماء الساخن قليلا لتزيد درجة حرارة المياه ولتزيد من تكاثف البخار على الزجاج..
تخرج من الكابينة وتدفع باب الحمام مغلقة اياه للنهاية هذه المرة، ثم تعود للكابينة الزجاجية وتغلقها عليها..تلتفت مرة اخيرة لباب الحمام المغلق ثم تتنهد وتمد يدها وتمسك بنهاية (دُش) الاستحمام التي تشبه سماعة الهاتف الارضي، ثم تسند ظهرها للحائط الذي لا يزال باردا، ثم تغمض عينيها مرة أخيرة وتبعد قدميها عن بعضهما قليلا، ثم تدير سماعة الدش لتندفع المياه الساخنة في تلك النقطة الواقعة بين فخذيها....
أنت تقرأ
دوائر حمراء
Romanceطبيبة نفسية تعيش حياة مستقرة .. ومن اللا مكان تتخذ حياتها مسارا عجيبا لا يمكن تصديقه .. بين ما يحدث وتعليق الطبيبة في يومياتها، نعيش أحداثا تبدو خيالا أكثر منها واقعا ...