Ch 51

327 33 51
                                    


- في الثامنه صباحا بعد ثلاث ساعات من الآن، ستذهبون لمداهمه المقر الرئيسي حطموه علي رؤوسهم وأمسكوا بهم جميعا، وأنا سأذهب لنحر عنق الخائن في منتصف الوكاله

نطقت قبل رحيلي عبر بوابه الي غرفتي بالمنزل فلم أكن بحاله تسمح لي بنطق حرف اخر

وصلت إلي غرفتي المظلمه مغطاه بالدماء ورائحه الحريق عالقه بملابسي

فتحت الماء الدافئ لينساب علي جسدي ويغسل الدماء عنه ومن يدري لعله يزيل بعضا من همي، صبغت الأرض تحتي باللون الاحمر وسرعان ما ذهب اللون وهدأ غضبي ولم يتبقى لي عندها سوي شعور فاتك بالألم وحزن عميق يفيض من روحي حتى طغى على كياني وما عاد بوسعي الشعور بشيء سواه

ارتديت قميصا قطنيا وارتميت علي الفراش دون تجفيف نفسي غير مباليه بقطرات الماء التي تبلل الاغطيه من تحتي

وفي وسط الظلام سكن جسدي لكن عقلي لم يهدأ وكم تمنيت لو كان بوسعي فعل شيء لجعله يصمت 

فالافكار لا تنفك تتوالى في رأسي وتزيدني اضطرابا .. اصوات صراخهم تصدح في اذني مازلت اشتم رائحه اجسادهم المحترقه في انفي .. انا لست نادمه لقد استحقوا ذلك خاصة اساهي .. كان علي قتلهم .. ربما لم يكن .. ولكنني أردت ذلك .. هم استحقوا ذلك  .. هم من اذوني اولا .. انا شخص سيء وبشع .. انا موقنه من أنني كذلك ولكن لما يتألم قلبي .. ربما لم يكن علي إقحام اصدقائي ..  ربما لم يكن علي التمادى هكذا .. ولكنهم اذوني بشده حتى ماي خذلتني رغم وثوقي بها حتى هو .. ولكن .. أكان علي فعل ذلك حقا .. هل كان علي تركها لتموت .. قتلت مئات الأشخاص لأجل المنظمه فلما قتل هؤلاء المجرمين الذين اذوني يعد خطأ هم يستحقون ذلك .. انا لم أخطئ بشيء .. لا فرق بيني وبينهم منذ البدايه أنا مجرد قاتله، وذلك ليس خطأ المنظمه بل هكذا انا منذ البدايه .. أنا بشعه

انكمشت علي نفسي وغطيت اذنَيّ بكفي لعل تلك الأصوات تختفي ولكنها كان تزداد حده وصوت بكاء طفل ماي يتردد عاليا في عقلي وصوت الطرق على الباب كان كمطرقه تهشم رأسي

- ارحل بعيدا ارحل
صرخت علي ايا كان من يطرق الباب فحتى الهواء من حولي يخنقني، اخذت اخدش ذراعي بانفعال كما لو أنني احاول نزع شيء عني ولكن عدم وجود اظفري لم يساعدني، صوت رنين هاتفي ترك طنينا عاليا كجرس يقرع في اذني ألقيت الهاتف بعيدا لكن ذلك لم يسكته

انكسرت المرآه وتناثر الزجاج علي الارض حولها نهضت منزعجه وجسدي يرتعش لاغلق الهاتف

تامألت لبرهه صوره هوكس علي الشاشه المنكسره امامي .. لم اتمكن من مواجهته ليس الان .. أنا لا استحق وجوده بجانبي .. رميت الهاتف بعيدا جلست منكمشه وسط قطع الزجاج وشعور خانق بالخزي يحيط بي ويزيد الاثقال علي قلبي، الهواء من حولي ثقيل يرفض الدخول إلى رأتي وعقلي مشوش بكل تلك الأصوات التي ترفض الصمت وما عدت احتمل شيئا وكل ما حولي يزيدني اضطرابا اخذت أحدي قطع الزجاج وغرستها بذراعي عده مرات غير مباليه بكف يدي واصابعي التي جرحها الزجاج او الدماء التي تسيل وتلطخ جسدي .. وحتى الآم لم يكن كافيا لينتشلني مما أنا فيه .. ولم اعد ارغب بالشعور بشيء اردت أن تختفي جميع مشاعري فليس بوسعي التعامل معها

Brunnera مَلكه الظِلال | BNHA |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن