النضج

66 10 5
                                    

أن تصل لمرحلة النضج أن تدرك الحياة أكثر وتفهم متغيراتها ويصبح لديك معرفة كيف تعامل مع كل موقف يحدث لك ومع أي شخص بما يناسبه، لديك معرفة متى عليك الاقتراب من الأشخاص ومتى عليك الأبتعاد عنهم، متى تستمر في محاولاتك ومتى توقف عن المحاولات.

من النضج أن تمضي في هدوءٍ وسلام مع التغيرات التي تحدث لك لأنها جزء من قصتك، وقبول الحياة وعيشها بحلوها ومرها، ومعرفة أن البشر ليسوا سواسية بل يُميزهم الاختلاف، وأن التعايُش مع اختلافاتهم أمرٌ رائع، وأن الصداقات الحقيقية لا يحددها إلا جمال القلب والروح، وأن الحياة بها الكثير من المنغصات ولكن تستطيع أن تجعل آثارها عليك طفيفة، فالنضج متعب ولكن يجعلك مدرك لكل ما حولك وما يجب عليك فعله في كل حال، النضج يجعلك قوي مهما كانت معارك الحياة قوية أنت تدرك وتعرف كيف تخوض المعارك؛ إمّا أن تنتصر فيها أو تصنع لك معركة أخرى .
أنت المقاتل فيها وأنت المنتصر فيها.
ولكن النضج لا يأتي إلا بعد أن تخوض معركة مع الحياة وتحطمك الحياة ولكن هذه الهزيمة الأولى التي لن تكرر؛ لأنك تعلمت دروس من الهزيمة وتعلمت كيف تصبح مقاتل محترف يستطيع أن يكون هو المنتصر في المعارك الأخرى.

لاوقت لديك بتفاهات الحياة والرد على تفاهات الأشخاص، ستشعر أن وقتك أثمن من أن تقضيه في التفاهات؛ فلديك أحلام تعمل على تحقيقها وتستحق أن تقضي وقتك في العمل عليها، مرحلة النضج التي تصل إليها عندما لا يهمك الرد المتأخر ولا يهمك معرفة أي شيء عن أي شخص، ولا يأتيك الفضول لكي تعرف شيء لا يخصك، تصل للاكتفاء بنفسك وبعائلتك وأصدقائك المقربين، وأن علاقتك مع الناس محدودة، ولا تشعر بحاجة للتبرير ولا تنتظر أعذار أو أي شيء آخر، النضج أن تصبح أكثر أدراك وفهم وذكاء في الحياة.

 مبعثرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن