1- مياو؟!!!!

420 16 0
                                    


- "يعني ايه يا طارق اللي بتقوله ده؟ احنا هنهزر ولا ايه؟ أنت جاي قبل الفرح بعشر أيام تقول لي أنك مش هتقدر تستحمل قططي في البيت؟ هو كلام عيال ولا ايه؟"

أتاني صوت طارق بعد لحظة صمت، وقال بعد أن تنحنح بتردد:

- "عيب يا هند، كلام عيال ايه؟! أنا بس لما الموضوع قرب لقيت اني مش قادر اتخيل أني هاعيش في بيت واحد مع 22 قطة، الموضوع صعب بجد"

- "وأنت ماكتشفتش ده غير دلوقتي؟! ما أنا عندي قطط من يوم ما خطبتني، ولو فاكر من أول لحظة اتفقنا فيها على الجواز قلت لك إني مستحيل هاستغنى عن أي قطة من قططي تحت أي ظرف، وأني مجنونة قطط وماعنديش مشكلة لو بقوا 100 وانت ساعتها ضحكت بضحكتك السمجة دي وقلت لي أنك بتعشق جناني، ها ايه اللي حصل بقى دلوقتي؟"

- "شفتي اديك قلتي ضحكتي السمجة أهو.. يعني ماكنتش مبسوط"

ضربت الطاولة الموجودة أمامي بكل غضب وكاد الهاتف يسقط من يدي ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصرخ بكل انفعال:

- "أنا ماينفعنيش الكلام ده، بص من الآخر بقى، مافيش قطط مافيش جواز، عايزني يبقى تاخدني أنا وقططي شروة واحدة كده على بعض، قلت ايه؟"

طال صمته، وجاء صوته هذه المرة حزينا:

- "أنا آسف"

انتظرت أن يكمل جملته، ولكن جملته انتهت عند هذا الحد وانتهت معها المكالمة. شعرت بالدم يغلي في عروقي ونار تستعر في كل جسدي، وفقدت أعصابي فألقيت بهاتفي بكل قوة ليسقط كل جزء منه في اتجاه.

لم أهتم بتفقد حالة الهاتف، وانهرت على فراشي منهكة وكأنني خرجت للتو من معركة حربية.

استعديت لوصلة من الدموع، وأخذت وضع البكاء الممتع، وأوشكت أن أمارس هوايتي المفضلة في تفريغ مشاعري في حبات اللؤلؤ الرقيقة المتساقطة من عيني المرهفتين، ولكن للأسف تعكر صفو مزاجي أكثر مما هو معكر، وفسدت متعتي مع سماعي لصوت دخول والدتي من باب الشقة. شعرت بالحنق منها، فهي حتى لم تترك لي فرصة لأكفكف دموعي التي لم تتساقط من الأصل.

(1..2.. 3.. 4..5.. 6)

كم هي دقيقة، دائما تدخل بعد رقم 6 بالضبط بعد دخولها من باب الشقة مباشرة إلى غرفتي

فتحت الباب عنوة دون استئذان، فتراجعت أنا للخلف خطوتين بالرغم من اعتيادي على هذا المشهد، وسألتها بمرح مصطنع:

- "ماما هو أنت ما فكرتيش تشتغلي في البوليس قبل كده؟"

نظرت لي بدهشة لم تخلو من بعض من الاشمئزاز وهي تقول:

- "نعم؟!"

ابتسمت ابتسامة باهتة، سرعان ما تجاهلتها أمي وقالت:

قطقوطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن