كدت أن أفقد عقلي اثناء الانتظار وكل الأفكار تعصف بعقلي بلا هوادة.
لم أتمكن من البقاء في مكاني هادئة، فأخذت ألف في دوائر واسعة بصالة المنزل، ومنتوس يراقبني، حتى قطع علي حبل أفكاري حينما سألني:
"هو أنت قلقانة ليه؟"
توقفت عن الحركة، ونظرت له صامتة أفكر فيما يمكنني أن أخبره به، لم أرغب أن يعرف أن سبب مشكلتي مع طارق كانت بسبب حبي له ولباقي قططي، لم أود أن يأخذ موقفا معاديا من طارق، ثم فجأة انتبهت لرغبتي هذه وسألت لنفسي عن سبب قلقي من هذا؟ هل مازال لدي أمل في أن يتراجع طارق عن موقفه ويتم الفرح في موعده ونعيش جميعا بسلام في منزل واحد؟
نعم مازال لدي أمل في أن يغير طارق رأيه، ولكن أن يتم الفرح في موعده؟ ربما، لو اقتنع طارق بالقطط بدرجة تجعله يوافق على الارتباط بقطة مثلا؟!
لاحظت أن منتوس مازال ينظر إلي وينتظر إجابة، فتهربت من النظر إليه، ووجهت نظري لأمي التي كانت تجلس أمامي تتفقد هاتفها بعصبية، ثم قلت كاذبة:
"خايفة ماما تتخانق مع طارق والدنيا تبوظ"
صمت منتوس قليلا ثم قال:
"هو أنت بتحبي طارق ده؟"
دهشت جدا لسؤاله، وما أدهشني أكثر أنني ترددت للغاية في الإجابة لا أعرف لماذا، فتوترت كثيرا، وبدأت أشعر بالهلع
وفجأة صرخت أمي، فوجدتني أقفز من مكاني ملتاعة، حتى أدركت أنها فقط تنادي على حسام بطريقتها المعتادة.
جاء حسام راكضا ليتجنب انفجارها فيه.
وما أن رأته حتى أرتدت قناع الجدية، وقالت بنبرة محذرة:
"بص أنت لما ييجي طارق تقعد معانا هنا، لازم برضه يحس أن معانا راجل، علشان يعمل لنا حساب.. ماهو ماينفعش اللي بيعمله ده"
انتفخ حسام مزهوا بنفسه، وقال بكل فخر:
"أكيد طبعا يا ماما"
ثم تراجع قليلا وقال بتردد:
"طيب والمذاكرة؟"
رمته أمي بنظرة نارية، فتدارك:
"حاضر حاضر"
وفي هذه اللحظة رن جرس الباب، فازدادت ضربات قلبي، والتصقت بلوليتا ألتمس بعض الطمأنينة منها، وراقبت حسام وهو يفتح الباب لطارق ويدخله ليجلس أمامنا.
لم تمهله أمي ليستقر في مقعده حتى عاجلته فورا قائلة بكل غضب:
"ايه بقى الحكاية يا طارق؟ عايزة أفهم ايه اللي حصل؟ ازاي تتخانق أنت وهند وقبل الفرح كده؟ وازاي أنا معرفش؟"
أنت تقرأ
قطقوطة
Fantasíaقبل أيام قليلة من زواجها، تستيقظ هند ذات صباح لتكتشف بدهشة أنها انتقلت إلى عالم القطط! باتت واحدة منهن وتتحرك وتتكلم كالقطط. في ذعر وحيرة مما حدث لها، تحاول هند فهم سبب هذا التحول الغريب قبل انطلاق موسم التزاوج بين القطط. فهل ستستطيع العودة إلى بشري...