- "الدكتور قال أنها الحمد لله كويسة، بس هي أخدت كام غرزة كده، ولازم الجرح يلتئم، فأنا هاحطها في أوضة هند علشان ابعدها عن باقي القطط شوية"
كان هذا أول ما سمعته حينما أفقت، وشعرت بحسام يحملني لغرفتي، ويضعني على الفراش، ويمسح على رأسي ثم يتركني ويخرج من الغرفة ويغلق الباب علي.شعرت ببعض من الدوار، والألم في مواضع كثيرة من جسدي، والآن أنا محبوسة بغرفتي!
بدأت أسترجع الأحداث، وتذكرت الهاتف، وياسمين!ترى هل وصلتها الرسائل؟ أين هي الآن؟ هل ستتمكن من اللحاق بالهاتف قبل أن يخرج من المنزل؟
ظلت الاسئلة تطاردني وتكاد أن تفتك بي، وتزيد من أوجاع رأسي، وبدأ اليأس يتسرب إلى نفسي، وشعرت برغبة في ترك كل شئ كيفما يصير، فمددت جسدي على الفراش، وأغمضت عيني باستسلام، وأنا أهز ذيلي ببطء ولا مبالاة، حتى سمعت الباب يفتح، فلم أهتم كثيرا، وفتحت عيني نصف فتحة، سرعان ما اتسعت على آخرهما، حينما لمحت ياسمين تدخل من باب الغرفة، وتحاول غلقه خلفها، قبل أن أسمع صوت أمي من الخارج وهي تقول لها:
- "طيب متأكدة يا ياسمين أنك مش عايزة تشربي حاجة؟"
- "لا يا طنط متشكرة، أنا بس محتاجة أدور على الشنطة اللي كنت مسلفاها لهند علشان شكلي كده نسيت فيها ورقة مهمة قوي ليها علاقة بالشغل ومش هاقدر استنى لما ترجع بالسلامة"- "طيب يا حبيبتي، بس ماتنسيش اوعي تفتحي الباب أحسن القطط تدخل على القطة المسكينة دي وهي مش ناقصة"- "حاضر يا طنط ماتقلقيش" قالتها ثم أغلقت الباب، وأكملت محدثة نفسها:- "ده عز الطلب علشان اعرف اشوف هاشيل التليفون ده فين"ل
م تلتفت لي، وأخذت تجول بعينيها في الغرفة، وبدأت في التحرك في ارجائها، ثم قالت بصوت خفيض:
- "طيب وهو أنا لما هاخبي الموبايل، هند هاتعرف مكانه ازاي؟"
أدركت فجأة أنها لا تدرك أنني أنا القطة المنشودة، فبدأت في المواء، ومحاولة الاقتراب منها، فوجدتها تتراجع وهي تقول:
- "لا باقول لك ايه، ابعدي عندي، مش كفاية معقل القطط اللي أنا دخلت فيه ده وربنا يستر عليا، مش ناقصة بقى تتمسحي فيا وتقضي عليا"
تراجعت قليلا خوفا من أن تخرج وتتركني، واحترت في نفس الوقت كيف يمكنني لفت انتباهها لكي تفهم أنني هند، وأخذت أبحث في الغرفة سريعا عن أي شئ يمكنه مساعدتي، حتى لمعت عيني حينما وجدت ضالتي.
قفزت ببطء على (الأورج) الكهربائي الخاص بي الموضوع بأحد أركان الغرفة، وعافرت قليلا حتى تمكنت من فتحه، وكل هذا وياسمين ما زالت تبحث في الغرفة دون أن تنتبه لما أحاول فعله، حتى قفزت على المفاتيح، فأحدثت صوتا مدويا، جعلني أندم على هذه الخطوة، وسمعت أمي تقول من الخارج:- "فيه حاجة يا ياسمين؟"
فأسرعت ياسمين لتقف خلف الباب، لتمنع أمي من محاولة الدخول، وهي تقول:
- "لا لا ماتقلقيش يا طنط، شكل القطة بتلعب" ثم نظرت لي بغضب وقالت:- "أنا مش ناقصاكِ، من فضلك انزلي"
شعرت أن خطتي على وشك الفشل، فبدأت أقفز بخفة ورشاقة على المفاتيح، وبدأت أعزف أغنيتي أنا وياسمين المفضلة مع الكثير من النشاز، ولكن بشكل كان كافيا ليجعل ياسمين تفتح عينيها عن آخرهما، ويتدلى فكها ببلاهة، قبل أن تقول بذهول:- "أنت.. أنت هند؟"
أجبتها بمواء متواصل، فظلت تنظر إلي غير مصدقة، ثم وضعت الهاتف أمامي، فبدأت أكتب بسرعة، وسمعت صوت وصول رسالة على هاتفها، فنظرت لشاشته، واتسعت عيناها، قبل أن تقول:- "مش قادرة استوعب بجد"
أسرعت بالكتابة:- "انت لازم تلاقي لي حل يا ياسمين، أنا اتبهدلت بجد"
أخرجت ياسمين منديلا، مسحت به أنفها، وهي تقول:
- "لو كان ينفع أخدك معايا كنت أكيد عملت كده، لكن زي ما أنت شايفة أهو، أنا من كام دقيقة مناخيري سابت وعينيا بدأت تدمع، كمان فكرت أخدك أوديك عند أي حد بس مين اللي هايستوعب أن عنده قطة بتكتب رسايل على الموبايل؟ وطبعا ما فيش حد مجنون زيي ممكن يصدق قصة أنك اتحولتي وكده"
صمتت قليلا ثم قالت:
- "أنا بس اللي هايجنني نفسي أفهم ازاي ده حصل؟! أكيد فيه سبب للي حصل ده، مش معقول يعني نمتي صحيتي بقيتي قطة، فيه حاجة أكلتيها، شربتيها، أو أي حاجة عملتيها قبل ما يحصل كده اتسببت في ده!"
لم أجد ردا، فأكملت:
"طيب نفكر وأكيد هنلاقي حل، أنا هاحط لك التليفون تحت السرير علشان تعرفي تستخدميه، وماتقلقيش خلاص خليته على وضع صامت"
أخذت الهاتف مني، وانحنت لتضعه أسفل الفراش، وهمت بالنهوض، قبل أن تعود مرة أخرى وتدقق النظر، ثم سألتني:
- "هي دي مش الهدية اللي أنا جبتها لك قبل ما أسافر المرة اللي فاتت؟ أنت شايلاها تحت السرير ليه؟"
تذكرت أمر الهدية التي نسيتها تماما، والتي كانت سببا في تعثري وسقوطي قبل أن أتحول مباشرة!
اتسعت عيناي وبدا على وجهي الذهول، فأعادت لي ياسمين الهاتف سريعا وهي تتساءل:- "فيه ايه؟"- "الهدية يا ياسمين!"
![](https://img.wattpad.com/cover/352641343-288-k212211.jpg)
أنت تقرأ
قطقوطة
Fantasíaقبل أيام قليلة من زواجها، تستيقظ هند ذات صباح لتكتشف بدهشة أنها انتقلت إلى عالم القطط! باتت واحدة منهن وتتحرك وتتكلم كالقطط. في ذعر وحيرة مما حدث لها، تحاول هند فهم سبب هذا التحول الغريب قبل انطلاق موسم التزاوج بين القطط. فهل ستستطيع العودة إلى بشري...