28- حصار

92 6 0
                                        

قفزت سريعا، وجلست فوق الهاتف، قبل أن تطل أمي من الباب، وتقف متسمرة أمامه، وهي تجول بعينيها في الغرفة، ثم تشرد وقد بدا على وجهها الحزن.

أما أنا فقد بدأت أرتعد خوفا من أن تطول وقفتها هذه، فيرن الهاتف، أو تعاود ياسمين ارسال الرسائل، وتكتشف أمي وجود الهاتف.


ولم تمر ثوان، حتى حدث بالفعل ما كنت أخشاه، وبدأت أهتز بفعل اهتزاز استقبال رسالة على التليفون، وخرجت رنة لتؤكد وصولها، ولكنها كانت مكتومة نظرا لأنني كنت أكتم على أنفاس الهاتف، وتكرر الأمر أكثر من مرة، وأنا أتلو كل الأدعية التي أعرفها، كي لا تنتبه أمي للأصوات الخافتة المتتالية، ولكني فجأة وجدتها تقترب مني بعينين مفتوحتين بكل ذهول، وهي تقول:


- "ايه اللي بيحصل ده؟! هي القطة دي بتترعش كده ليه؟ اوعي تكوني عيانة! هند مش موجودة ومافيش حد يعرف يتعامل معاكِ!"


دنت مني أكثر، وهي تنظر في عيني، فزاد ارتعاشي، ولكن هذه المرة خوفا، فهمت بحملي، وأنا أكاد أن أفقد وعيي، حينما سمعت صوت حسام يصرخ مناديا على أمي مما أصابها بالذعر، وجعلها تهرع خارجة من الغرفة.


أما أنا فلم تتوقف رجفتي، فمن المؤكد أن حسام قد اكتشف اختفاء الهاتف، وأكيد هذا سبب صراخه، والآن أنا لا أعرف كيف أتصرف.أخذت الهاتف بين فكي، وبدأت أجري به في الغرفة أحاول أن أجد مكانا أخفيه فيه، قبل أن يأتي منتوس مسرعا من خارج الغرفة، ويقول بانفعال:

- "أنت بتعملي ايه؟ ما رجعتيش التليفون ليه بسرعة قبل ما ياخدوا بالهم؟!"

قلت بأسى:

- "ما خلاص يا منتوس حسام شكله اخد باله"

- "لا ماخدش باله ولا حاجة، ياللا بس بسرعة"

تهللت أساريري، ثم قلت بحيرة:

- "طيب هاخرج بالتليفون ازاي قدامهم؟"- "استني أنا هاخرج واتأكد انهم مش في الطريق، وطول ما أنا باتحرك معناها إن الطريق أمان، فامشي ورايا، لو وقفت فجأة يبقى لقيت حد فيهم، ارجعي بسرعة"


قال جملته ولم ينتظر ردا، وخرج وأنا أتبعه بحذر والهاتف في فمي، وظل يمشي، وأنا خلفه، ومررنا بالصالة الخاوية، فسمعت صوت أمي من اتجاه الحمام وهي تصرخ بغضب:- "معقولة يا حسام تخضني بالشكل ده علشان الميه قطعت؟! هو أنت عيل صغير يعني مش عارف تتصرف؟! هو أنا ناقصاك؟! أنت عايز تموتني؟!"


فأسرعت الخطى نحو غرفة حسام، ووقف منتوس بباب الغرفة، يراقب الأجواء بالخارج، وخلال لحظات كنت أقفز بالهاتف واضعه على الخزانة المجاورة لفراش حسام، وهممت بالنزول، حينما توقفت فجأة، فنظر لي منتوس مندهشا، وقال:- "فيه ايه؟ ياللا؟"

لم أجبه، وعدت للهاتف بعدما تذكرت الرسائل الأخيرة التي وصلت، وكتبت الرقم السري بسرعة وأنا أتمنى أن يدخل صحيحا من المحاولة الأولى، ولحسن حظي تحققت أمنيتي، وفتحت الرسائل سريعا فوجدت رسائل من ياسمين:

- "أنا عارفة أن أحسن حل أنك ما تبقيش في البيت، بس أنا دلوقتي اصلا في رحلة بره مصر"- "أنا راجعة بكرة، بس برضه مش هاينفع أخدك عندي، أنت عارفة أني عندي حساسية من القطط، ومستحيل أقعد أنا وقطة في مكان واحد"- "معلش يا هند، أنت صاحبتي وحبيبتي وعايزة أكيد اساعدك، بس أنت برضه قطة!"- "عامة هاحاول أفكر في حل لما أرجع"- "هند؟؟ أنت رحتي فين يا هند؟ مش بتردي ليه؟"

مسحت الرسائل بعيني سريعا، قبل أن ينفجر في منتوس بغضب:

- "وبعدين يا هند، حسام شكله جاي على الاوضة"

قفزت على الأرض واتجهت نحو الباب، فسبقني منتوس وخرج من الغرفة، ولكن قبل أن أخرج فوجئت بحماصة يعترض طريقي، وهو ينظر لي بنظرة ذكرتني بـ (حمدي الوزير)، ثم يقول:


- "ازيك يا قطة؟"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

- "ازيك يا قطة؟"

والآن شعرت بأنه تحول لعادل أدهم، يبدو أن حماصة قد يكون له مستقبل جيد في وسط الممثلين!

لم أعره انتباها، وحاولت الخروج من الباب، حينما اقترب مني، وفي ثوان كان يعضني من مؤخرة عنقي، فشعرت بالشلل التام، وبدأت بالذعر، وأنا أتخيل ما هو مقدم عليه، حينما سمعت حسام يصيح بغضب:

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لم أعره انتباها، وحاولت الخروج من الباب، حينما اقترب مني، وفي ثوان كان يعضني من مؤخرة عنقي، فشعرت بالشلل التام، وبدأت بالذعر، وأنا أتخيل ما هو مقدم عليه، حينما سمعت حسام يصيح بغضب:

- "أنتم بتعملوا ايه في اوضتي، اتفضلوا بره"


وأخذ يدفعنا للخارج، فاضطر حماصة لإفلاتي، وما أن استعدت حريتي حتى ركضت بسرعة، ولكنه خرج خلفي يلاحقني وهو يقول:

- "هاتروحي مني فين، أنا مش هاسيبك"

قطقوطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن